احصل على بيانات بريميوم: خصم يصل إلى 50% على InvestingProاحصل على الخصم

تحليل-الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يختبر دبلوماسية اليابان النفطية

تم النشر 17/10/2023, 16:47
© Reuters. منظر جوي لقاعدة شيبوشي الوطنية لتخزين النفط في محافظة كاجوشيما باليابان في صورة من أرشيف رويترز. يحظر استخدام الصورة في اليابان ويحظر استخد
USD/ARS
-

من جون جيدي ويوشيفومي تاكيموتو وتيم كيلي

طوكيو (رويترز) - في الوقت الذي سارعت فيه طوكيو في إبداء رد الفعل على الهجمات التي شنتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل هذا الشهر، وجد المسؤولون اليابانيون أنفسهم أمام مصدر خوف دائم: ما الذي يترتب على ذلك بالنسبة لشريان الحياة النفطي القادم من الشرق الأوسط للدولة فقيرة الموارد؟

وقالت ثلاثة مصادر حكومية مطلعة إن المخاوف المتعلقة بأمن الطاقة بالإضافة إلى المصالح الدبلوماسية المتنوعة لليابان في المنطقة تفسر سبب تبني طوكيو في البداية لهجة أكثر حيادية بخصوص هذه الأزمة مقارنة بالدول الصناعية الأخرى في مجموعة السبع.

ورغم أن اليابان صعدت من حدة خطابها بعد ذلك، فإن هذا التردد قد يعقد سبل التوصل لموقف موحد مع نظرائها في مجموعة السبع، حسبما قال مسؤولون ومحللون.

وتستعد اليابان لاستضافة اجتماع لوزراء خارجية مجموعة السبع في طوكيو الشهر المقبل ومن المتوقع أن يهيمن الصراع المتفاقم بين إسرائيل وحماس على المحادثات.

وقالت وزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء ردا على سؤال من رويترز حول ما إذا كان رد فعل طوكيو أكثر تحفظا من نظرائها "الوضع على الأرض يتغير كل دقيقة. واليابان تعبر عن موقفها استجابة لأحدث تطورات الموقف في كل مرة".

وأضافت عند سؤالها عن اعتماد اليابان على الشرق الأوسط في الحصول على أكثر من 90 بالمئة من احتياجاتها من النفط "السلام والاستقرار في المنطقة مهمان للغاية لأمن الطاقة (في اليابان). ومن وجهة النظر هذه، تراقب اليابان الوضع عن كثب بقلق بالغ".

وبعد أن هجم مسلحون من حماس على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر تشرين الأول الجاري، ردت إسرائيل بقصف قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس مما زاد من خطر نشوب حرب أوسع في المنطقة تشمل إيران وحليفتها جماعة حزب الله اللبنانية وسوريا.

ورغم عدم وجود تأثير يذكر على إمدادات النفط والغاز العالمية حتى الآن جراء الصراع نظرا لأن إسرائيل ليست من كبار منتجي النفط، فإن المستثمرين ومراقبي الأسواق يقيمون إلى أي مدى يمكن أن يتأجج هذا الصراع وتأثير ذلك على الإمدادات القادمة من الدول المجاورة في أكبر المناطق المنتجة للنفط في العالم.

* "السير على حبل رفيع"

في أعقاب هجوم حماس مباشرة، أصدرت اليابان بيانات نددت فيها بالهجمات وعبرت خلالها عن شعورها بالقلق إزاء الهجمات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة.

وحتى 11 أكتوبر تشرين الأول، لم تكن اليابان تصف هجمات حماس بأنها "إرهاب" ولم تكن تشير كذلك إلى حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وهي اللغة التي استخدمها أقرانها في مجموعة السبع.

ولم يكن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا أيضا من بين زعماء مجموعة السبع الخمسة الذين وقعوا بيانا بخصوص هذه الأزمة في التاسع من أكتوبر تشرين الأول، مما أثار تساؤلات حول رد فعل موحد للمجموعة.

وأصدر وزراء مالية مجموعة السبع، الذين كانوا مجتمعين في المغرب وقت تصاعد الأحداث، بيانا موجزا فيما يتعلق بالهجمات في 12 أكتوبر تشرين الأول.

وقال مسؤول حكومي شارك في التفاوض على هذا البيان ورفض الكشف عن هويته إن اليابان كانت حريصة على الابتعاد عن أي لغة يمكن اعتبارها استفزازية.

وأضاف إيسامو ناكاشيما، الباحث المشارك في معهد الشرق الأوسط الياباني، أن اليابان "تقف خلف الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية بخطوة واحدة".

وحاولت اليابان على مدى عقود تبني مسار محايد في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني من خلال الدعوة إلى تسوية عن طريق التفاوض، لكنها انتقدت إسرائيل لسماحها ببناء مستوطنات خارج حدود 1967.

وبالنسبة لطوكيو، كان هذا النهج مدفوعا بذكريات مؤلمة لأزمة النفط عام 1973 عندما أصدر منتجو النفط في الشرق الأوسط حظرا استهدف بعض الدول، منها اليابان، التي دعمت إسرائيل خلال حربها مع الدول العربية.

ومنذ ذلك الحين، تحاول اليابان التي تعاني من شح موارد الطاقة بها إقامة علاقات ودية مع كل من السعودية وإيران، الخصمين الرئيسيين في المنطقة والمنتجين الرئيسيين للنفط، وهو ما يتناقض مع موقف الولايات المتحدة.

وقال ديفيد بولينج، المدير في شركة أوراسيا جروب الاستشارية، "الخط الرئيسي لسياسة اليابان في الشرق الأوسط هو الحفاظ على تدفق واردات الطاقة من المنطقة".

وأضاف "سوف تشعر طوكيو بالقلق إزاء كيفية الرد على هذه الأزمة، خوفا من تعريض شريان الحياة للخطر بطريقة أو بأخرى".

وقال مسؤول أمريكي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن هناك "بعض الفجوة" بين موقف طوكيو وواشنطن بخصوص هذه الأزمة، وإن اليابان "تسير على حبل رفيع" في الرد على الأحداث مع الحفاظ على مصالحها في المنطقة.

© Reuters. منظر جوي لقاعدة شيبوشي الوطنية لتخزين النفط في محافظة كاجوشيما باليابان في صورة من أرشيف رويترز. يحظر استخدام الصورة في اليابان ويحظر استخدامها لأغراض تجارية أو تحريرية في اليابان.

وقال شوجي هوساكا، عضو مجلس إدارة معهد اقتصاديات الطاقة في اليابان، إنه في حين أن الولايات المتحدة هي أقرب حليف لليابان عندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط، فإن طوكيو ستكون حذرة للغاية من أن يُنظر إليها على أنها وكيل للولايات المتحدة.

وأضاف هوساكا "يرى الناس العاديون في الدول العربية أن اليابان ربما تسير على خطى الولايات المتحدة، وقد يؤدي ذلك إلى بعض العواقب بالنسبة لليابان".

(إعداد محمد عطية للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.