Arabictrader.com - شهدت أسعار النفط الخام هبوط قويا على صعيد تعاملات، اليوم الثلاثاء، ووصلت إلى أدنى مستوى لها منذ شهرين ونصف تقريبا، وسط مخاوف متزايدة من ضعف الطلب العالمي على النفط خلال الفترة المقبلة، وخصيصا الطلب الصيني ( التي تعتبر ثاني أكبر مستورد لخام النفط عالميا) بالتزامن مع سلبية بعض البيانات الاقتصادية وعلى رأسها؛ بيانات الميزان التجاري خلال أكتوبر الماضي، والتي عكست ضعف لطلب العالمي، متجاهلة توقعات صندوق النقد لدولي الإيجابية للنمو الاقتصادي الصيني لهذا لعام، وكذلك قرارات كبار منتجي النفط المملكة العربية السعودية وروسيا بشأن تخفيضات النفط الطوعية.
وخلال تداولات عقود النفط القياسية المتداولة اليوم؛ هبطت عقود نفط برنت بقوة واستقرت قرب مستوى 83.49 دولارا للبرميل، بنسبة انخفاض بلغت 1.95%، وفي الوقت ذاته؛ سجلت العقود الفورية لخام غرب تكساس الوسيط تراجعا حادا بنسبة 1.93% ووصلت إلى 79.31 دولارا للبرميل.
ولقد تعرضت أسعار النفط الخام لضغوطت هبوطية قوية على هامش تعاملات اليوم، مما دفعت الأسعار للانخفاض بقوة، بسبب تضررها من سلبية البيانات الاقتصادية في ثاني أكبر مستورد وداعم لخام النفط عالميا وهي الصين خلال شهر أكتوبر الماضي، والتي عكست ضعف الطلب العالمي بشكل عام، وأدت إلى تراجع أسعار النفط بوضوح بالتعاملات، وسط مخاوف متزايدة بشأن احتمالية أن يضعف الطلب العالمي على النفط وخصوصا الطلب الصيني خلال الفترة المقبلة.
وفي هذا السياق، كشفت البيانات الصادرة عن الصين، عن نخفاض أسوأ من المتوقع في صادرات الصين بشهر أكتوبر الماضي، وذلك على الرغم من ارتفاع الواردت بنسبة 3.0% مقارنة بالعام الماضي، ولقد هبطت صادرات الصين بأسرع وتيرة لها بنسبة 6.4%، مما يعكس ضعف الطلب العالمي.
ومن ناحية أخرى، فقد تجاهلت أسعار النفط الخام توقعات صندوق النقد الدولي بخصوص النمو الاقتصادي للصين خلال عام 2023، واستمرت في انخفاضها بقوة متأثرة من سلبية البيانات الاقتصادية، وكان النقد الدولي قد رفع توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي للصين من 5% إلى 5.4% للعام الحالي، وهذا من شأنه أن يعزز التفاؤل بشأن تعافي النمو الاقتصادي في الصين، والذي بدوره سينعكس على الطلب الصيني على النفط بالأسواق، لكن هبوط صادرات الصين على أساس سنوي، أدت إلى زيادة المخاوف من ضعف الطلب العالمي على النفط خلال الفترة لمقبلة، مما تسبب في تراجع الأسعار بقوة.