من ميشيل نيكولز
الأمم المتحدة (رويترز) - قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يوم الخميس إن التزام إسرائيل بتحسين وصول المساعدات إلى قطاع غزة كان له أثر "محدود ومعدوم أحيانا"، وذلك في الوقت الذي يضغط فيه لتحقيق تقدم عاجل وهام وقابل للقياس لتجنب المجاعة.
وتشكو الأمم المتحدة منذ فترة طويلة من العقبات التي تحول دون وصول المساعدات وتوزيعها في جميع أنحاء غزة خلال الحرب المستمرة منذ ستة أشهر بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الحاكمة في القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة.
وقال جوتيريش لمجلس الأمن "لتجنب المجاعة الوشيكة والمزيد من الوفيات التي يمكن تجنبها والناجمة عن أمراض، نحتاج إلى قفزة في كميات المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة. الغذاء ضروري، وكذلك المياه النظيفة والصرف الصحي والرعاية الصحية".
وأعادت إسرائيل مؤخرا فتح معبر إيريز إلى شمال غزة وسمحت بالاستخدام المؤقت لميناء أسدود في جنوب إسرائيل بعد أن طالب الرئيس الأمريكي جو بايدن بخطوات لتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة، قائلا إن من الممكن رهن الدعم الأمريكي لإسرائيل بشروط إذا لم تتحرك.
وقال جوتيريش إن "ما يبدو أنه تقدم في إحدى المناطق غالبا ما يتم إلغاء (أثره) بسبب التأخير والقيود في أماكن أخرى".
وأضاف "على سبيل المثال، فإنه على الرغم من أن السلطات الإسرائيلية تسمح بمزيد من قوافل المساعدات، فإن التصاريح غالبا ما تصدر عندما يكون الوقت متأخرا أكثر من اللازم خلال اليوم لتسليم المساعدات والعودة بأمان.. لذا فإن التأثير محدود، ومعدوم في بعض الأحيان".
* "مدينة فاضلة طاهرة"
ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الخميس أن هناك "بعض التقدم الملحوظ" فيما يتعلق بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل للصحفيين "لكن الأوضاع داخل غزة لا تزال خطيرة وهناك حاجة إلى فعل المزيد.. الأزمة التي نشهدها تتطلب زيادة سريعة لهذه الجهود".
وقال جوتيريش إن ثلاث قوافل تابعة لبرنامج الأغذية العالمي، تضم في المجمل 25 شاحنة، سُمح لها باستخدام معبر إيريز في 14 و15 و16 أبريل نيسان.
وأضاف أن إسرائيل زادت ساعات العمل في معبري كرم أبو سالم ونيتسانا، لكن مخاوف أمنية حالت دون تمديد ساعات العمل في غزة.
وأوضح جوتيريش أن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة بحاجة إلى استخدام جميع الطرق والمعابر المتاحة في أنحاء قطاع غزة، كما تطالب أيضا بتسهيل كامل وفعال لعمليات الإغاثة من جانب إسرائيل "وتواصل معزز ومباشر بين موظفي الإغاثة وصناع القرار العسكريين على الأرض".
ويشن الجيش الإسرائيلي حملة عسكرية في غزة ردا على الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وأسفر هجوم حركة حماس عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة في قطاع غزة، وفقا لإحصاءات إسرائيلية، فيما تقول السلطات الصحية في القطاع إن إسرائيل قتلت ما يقرب من 34 ألف شخص منذ بدء عمليتها العسكرية.
ولم يتناول سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد (NASDAQ:GILD) إردان الوضع الإنساني في غزة على نحو مباشر في حديثه أمام مجلس الأمن يوم الخميس، لكنه انتقد المجلس المؤلف من 15 عضوا بسبب تركيزه على الصراع.
وقال "مقدار الوقت والجهد والموارد الموجهة لغزة، يجعل الأمر يبدو كما لو أن بقية العالم عبارة عن مدينة فاضلة طاهرة. وإنه إذا نحينا غزة جانبا، فإننا نعيش في عالم بلا مشكلات".
(إعداد أيمن سعد مسلم وعبد الحميد مكاوي للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)