Investing.com - الأسبوع الماضي، شهد سعر الذهب ارتفاعًا مثيرًا، مدفوعًا بالتراجع الملحوظ في الدولار الأمريكي. يمكن أن يُعزى صعود الذهب في عام 2024 إلى دوره كملاذ آمن ضد التضخم المستمر وعمليات الشراء الكبيرة من البنوك المركزية العالمية.
بالرغم من السياق السائد لارتفاع معدلات الفائدة، فإن صمود الذهب كان جاذبًا لتدفقات الاستثمار. ومع ذلك، شهد السعر تصحيحًا سريعًا بعد وصوله إلى أعلى مستوى مؤخرًا عند 2,488.40 دولار للأوقية في 17 يوليو، حيث أشارت مؤشرات الزخم إلى تقدم مفرط.
التوقعات حول السياسات النقدية الأمريكية
يتزايد الترقب في الأسواق حول احتمالية تحول في سياسات الاحتياطي الفيدرالي، مدفوعة بالتراجع المستمر في التضخم الأمريكي. هذا السيناريو أعاد الأمل في أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي في خفض معدلات الفائدة النهائية في سبتمبر، وهو ما يعزز جاذبية الذهب.
الرئيس السابق للاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، بيل دادلي، اقترح بشكل مثير للاهتمام أن الفيدرالي قد يخفض معدلات الفائدة هذا الأسبوع، وسط مخاوف من ركود اقتصادي. كما أشار جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، إلى أن "التضخم المرتفع ليس الخطر الوحيد الذي نواجهه".
التحليل الفني لسعر الذهب
لا يزال الاتجاه الفني للذهب صعوديًا، يتميز بقمم أعلى وقيعان أعلى تتشكل داخل قناة صاعدة. طالما لم يتم تشكيل قاع أقل، فإن الطريق الأقل مقاومة يبقى نحو الصعود. إذا تمكن المشترون من دفع الأسعار للأعلى مرة أخرى، قد يعيد الذهب اختبار أعلى مستوى في مايو عند 2,450 دولار، والذي يشكل مقاومة فورية قبل الوصول المحتمل إلى 2,500 دولار.
على الجانب الآخر، يمكن أن يجد الذهب دعمًا عند المتوسط المتحرك البسيط لمدة 50 يومًا عند 2,372 دولار (S1)، يليه المتوسط المتحرك البسيط لمدة 100 يوم عند 2,333 دولار (S2). يجب أن يحافظ المشترون على أحد مستويات الدعم المذكورة للبقاء في السيطرة.
العوامل المؤثرة على الطلب على الذهب
في الميزانية الأخيرة، خفضت الهند الضريبة على واردات الذهب، وهو تحرك يتزامن بشكل مثالي مع موسم الأعياد المتوقع أن يشعل زيادة في الطلب الاستهلاكي. يحمل الذهب مكانة خاصة في قلوب المستهلكين الهنود، ليس فقط لاستخداماته الصناعية والاستثمارية، بل أيضًا لأهميته الثقافية. ومع كون الهند مشترٍ رئيسي للذهب عالميًا، من المتوقع أن يؤدي خفض رسوم الاستيراد إلى 6% إلى زيادة قوية في الطلب العالمي على المعدن.
التأثيرات الجيوسياسية والاقتصادية
لا يزال الجاذبية الثابتة للذهب كملاذ آمن تساهم في ارتفاع أسعاره وسط الاضطرابات الجيوسياسية. مع ذلك، للحفاظ على الاتجاه الصعودي الحالي، هناك حاجة إلى محفز قوي. قد تلعب إجراءات الاحتياطي الفيدرالي هذا الدور الحاسم.
تتألق جاذبية الذهب كاستثمار بألمع حالاتها عندما تنخفض عوائد السندات الحكومية، حيث يقلل هذا من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بهذا المعدن الثمين.
الخلاصة
الدعائم الأساسية تدعم رواية صعودية. ومع ذلك، من المتوقع أن يكون النصف الثاني من عام 2024 متقلبًا، مع الانتخابات الأمريكية في الربع الأخير مما يزيد من حالة عدم اليقين. التطورات في الحرب بين حماس وإسرائيل والتعافي المضطرب في الصين يمكن أن تؤثر أيضًا على الأسواق المالية. وأخيرًا، قد يكشف ارتفاع قوة الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات عن نقاط ضعف للذهب.