Investing.com - قرر بنك "كريدي أغريكول" الفرنسي، الذي يُعد ثاني أكبر بنك مدرج في فرنسا، الانتقال من تداول المعادن الثمينة إلى التداول في أسواق الكربون المنظمة، اعتباراً من عام 2025، وفقاً لما ذكرته ثلاثة مصادر مطلعة لوكالة "رويترز".
تأتي هذه الخطوة في إطار ازدياد اهتمام البنوك الأوروبية بـ "نظام تداول الانبعاثات الأوروبي (ETS)"، الذي يعتبر أكبر سوق عالمي للكربون.
أوضح أحد المصادر أن "كريدي أغريكول" يعمل على التخلص التدريجي من مراكزه في المعادن الثمينة، مع إدارة المخاطر المتعلقة بها، بينما يركز حالياً على أسواق الكربون ويتطلع إلى بدء التداول في هذه الأسواق في العام المقبل. كما أضاف المصدر أن البنك يسعى لتنسيق هذه الخطوة مع أهدافه البيئية الطموحة.
بلغت قيمة الأسواق العالمية لتداول تصاريح انبعاثات ثاني أكسيد الكربون رقماً قياسياً وصل إلى 881 مليار يورو (949 مليار دولار) في عام 2023، وفقاً لتقديرات "إل إس إي جي"، حيث استحوذ نظام تداول الانبعاثات في الاتحاد الأوروبي على 87% من هذه القيمة، بما يعادل 770 مليار يورو.
على الرغم من هذه الخطوة، فإنها لن تؤثر بشكل كبير على سوق المعادن الثمينة، حيث أن نشاط بنك "كريدي أغريكول - سي آي بي" في هذا المجال يتركز بشكل أساسي على تداول المشتقات المتعلقة بالمعادن الثمينة لصالح العملاء، وهو حجم ضئيل مقارنة بالشركات الكبرى في الصناعة.
وفقاً للمصادر، كان البنك يقلص نشاطه في هذا القطاع تدريجياً منذ أن تعرض لضربة كبيرة بسبب اضطرابات سوق الذهب خلال جائحة "كوفيد-19" قبل أربع سنوات.
تخارج البنوك منذ الذهب
في أوائل عام 2020، تسببت قيود الطيران وإغلاق مصافي المعادن الثمينة في إثارة المخاوف بشأن قدرة المتداولين على نقل الذهب إلى الولايات المتحدة في الوقت المحدد لتسليمه مقابل العقود الآجلة. هذا أدى إلى فجوة كبيرة في أسعار الذهب والفضة بين لندن ونيويورك، مما زاد من الطلب على "تبادل العقود الآجلة المادية (EFPs)"، والتي تتيح للمتداولين تحويل مراكز عقود الذهب أو الفضة الآجلة إلى المعدن المادي، كما أدت إلى تقلبات كبيرة في هذه الأدوات.
تمكنت العديد من البنوك من تجاوز هذه الأزمة من خلال الإبقاء على مراكزها والانتظار حتى تعود الأسعار إلى وضعها الطبيعي، لكن "كريدي أغريكول" اختار إغلاق مراكزه وتحمل الخسائر، حسبما أفاد مصدران، دون أن يكشفا عن حجم تلك الخسائر.
قبل عام 2020، كانت أعمال البنك في مجال المعادن الثمينة تدر عليه عشرات الملايين من الدولارات سنوياً، وفقاً لأحد المصادر. وبالمقارنة، بلغت قيمة تداولات الذهب العالمية نحو 241 مليار دولار يومياً في أغسطس الماضي، وفقاً لتقديرات "مجلس الذهب العالمي".
وأضاف مصدر آخر أن البنك حاول إحياء أعماله في هذا المجال قبل عامين، لكنه لم يحقق النجاح المرجو، ولذلك قرر تحويل ميزانيته إلى أسواق جديدة مثل أسواق الكربون لتعزيز إيراداته.