Investing.com - بعد ارتفاع قوي خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، والذي قاد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 لأفضل أداء له منذ عام 1997، شهد المؤشر يوم الثلاثاء أسوأ أداء له منذ ثلاثة أسابيع.
التوترات الجيوسياسية وضرب إيران لإسرائيل بالصواريخ هيمنتا على عناوين الأخبار، مما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط الخام مع تصاعد المخاوف من اضطرابات في الإمدادات. كما أن أول إضراب لنقابة "اللونغشورمان" الدولية منذ عام 1977، الذي يهدد سلاسل التوريد مجدداً، ليس بالأمر الإيجابي، حيث يمكن أن يؤدي إلى إغلاق موانئ من هيوستن إلى بوسطن.
هناك عامل رئيسي آخر يدعم الارتفاع الهيكلي للسلع، وهو حزمة التحفيز الأكبر من الصين منذ الجائحة، والتي تتضمن وعوداً بمزيد من الإجراءات المستقبلية.
في الأسبوع الماضي، أطلقت الصين مجموعة من التدابير النقدية والمالية التحفيزية، مما دفع مؤشر CSI 300 الصيني للارتفاع بنسبة 27% منذ أدنى مستوياته في سبتمبر، مما أدخله إلى منطقة السوق الصاعدة.
هذا الأسبوع، أضافت الصين دعماً جديداً لسوق العقارات المتعثر، مما يزيد من التدابير السابقة التي تشمل دعم الأسهم المدرجة في البورصة الصينية، وتبلغ القيمة الإجمالية لهذه التدابير أكثر من 500 مليار دولار (مع تباين التقديرات).
تأثير التحفيز الصيني على الأسواق العالمية
هذه الإجراءات القوية بدأت بالفعل في التأثير على أسواق السلع العالمية. قفزت أسعار العقود الآجلة لخام الحديد بأكثر من 20% في الصين. وفي تعليق له على منصة X، قال جيم بيانكو، رئيس شركة "بيانكو للأبحاث":
"أخيراً، تحفيز الصين للطلب المحلي يعطي الأمل بأنهم سيبدؤون في استهلاك المزيد. هذه الفكرة تساهم بشكل كبير في هذا الارتفاع المتواصل في المعادن الصناعية."
من الواضح أن هناك علاقة مباشرة بين هذه التحفيزات وارتفاع أسعار الطاقة. ويضيف بيانكو: "الصين تستهلك طاقة أكثر من الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي."
المستثمرون المؤسسيون فوجئوا بهذه التطورات. ووفقاً لمسح بنك أوف أمريكا (NYSE:BAC) لشهر سبتمبر، كانت توقعات النمو في الصين في أدنى مستوياتها التاريخية. وأي رهانات قصيرة على السوق قد تتعرض للضغط الآن.
الذهب يحلق
عززت أسعار العقود الآجلة للذهب مكاسبها خلال تعاملات أمس الثلاثاء، وسط ارتفاع الطلب على أصول الملاذ الآمن عقب إعلان إسرائيل إطلاق إيران صواريخ باتجاهها، تزامنًا مع انخفاض عوائد السندات الأمريكية.
وعند التسوية، صعدت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم شهر ديسمبر بنسبة 1.15% أو 30.9 دولار عند 2690.3 دولار للأوقية، ليرتفع المعدن الأصفر لأول مرة خلال 3 جلسات.
ارتفاع أسعار النفط بعد الهجوم الإيراني
في الوقت ذاته، تشهد أسعار خام غرب تكساس وخام برنت ارتفاعاً بعد هجوم إيران الصاروخي على إسرائيل، حيث قفز خام غرب تكساس بنحو 8% يوم الثلاثاء.
قد لا يشعر المستهلكون الأمريكيون بالضغوط في أسعار النفط والغاز، إذ كانت أوبك+ بالفعل في طريقها لزيادة الإنتاج بمقدار 180,000 برميل يومياً بدءاً من ديسمبر. هذه الخطوة، بقيادة السعودية، قد تزيد حصتها في السوق على حساب الأسعار المنخفضة.
فرصة للمستثمرين في قطاع المواد والسلع
وفي غضون ذلك، قد توجد فرصة للمستثمرين في الأسهم الأمريكية للاستفادة من هذا الوضع الجيوسياسي المعقد. ففي تقرير منفصل نشر يوم الثلاثاء، رفعت شركة "بنك أوف أمريكا للأبحاث العالمية" تصنيف قطاع المواد إلى "زيادة الوزن"، مشيرة إلى أن هذا القطاع له أقوى علاقة بنمو الاقتصاد الصيني.
وأشار البنك إلى أن أسهم المواد الكبيرة عانت كثيراً عندما رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بشكل كبير في عام 2022. كما أبرز أن القطاع يعاني من نقص في التمثيل من قبل مديري المحافظ الاستثمارية، مما يفتح الباب لإعادة تقييم محتملة مع تسارع الطلب الصيني.
يبدو أن السلع مهيأة لتحقيق تقدم كبير في الفترة المقبلة.