Investing.com - بالنسبة إلى الكثير من المحللين كانت الأحداث المحورية في 2024 دليل قاطع بأن البيتكوين لا يجب أن توصف كذهب رقمي أو تصنف ضمن الملاذات الآمنة. حيث لم تنجح البيتكوين في اتخاذ أي مسار دفاعي في وجه أزمة الين كاري تريد أو توترات الشرق الأوسط منذ بدايتها في 7 أكتوبر الماضي.
وصف البيتكوين (BTC) بأنه ملاذ آمن أثار غضب العديد من مؤيدي المعادن الثمينة، الذين يشيدون بتاريخ الذهب الطويل كوسيلة موثوقة لحفظ القيمة، في حين أن تحركات أسعار البيتكوين تبدو أشبه بتقلبات حادة. وفقًا لأحد المحللين، فإن آخر التوترات في الشرق الأوسط أبرزت هذا الأمر بشكل واضح، حيث انخفض سعر البيتكوين بنسبة 6% بينما ارتفعت أسعار الذهب.
كتب جيسي كولومبو، محلل ومستثمر في المعادن الثمينة: "كان اليوم يومًا آخر يعكس الاضطرابات الجيوسياسية، مثل العديد من الأيام الأخرى خلال العام الماضي". وأضاف: "هذه المرة، كانت الاضطرابات ناتجة عن إطلاق إيران ما لا يقل عن 180 صاروخًا باليستيًا نحو إسرائيل، في أكبر هجوم صاروخي على إسرائيل في التاريخ".
وأضاف كولومبو: "أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أن إيران ارتكبت خطأً جسيمًا وستواجه عواقب، بينما يقترب العالم أكثر من حرب شاملة مع مرور كل ساعة. آمل في حل سلمي لهذه الأزمة، على الرغم من أن ذلك يبدو غير محتمل."
وأوضح كولومبو أن الهدف الرئيسي من مقالته هو تسليط الضوء على ملاحظاته حول مقارنة أداء الذهب والبيتكوين في لحظات عدم اليقين -وهما أصلان غالبًا ما يُروَّج لهما كملاذات آمنة- وكيف يستجيبان في أوقات الأزمات الجيوسياسية.
قال كولومبو: "أود في هذا المقال أن أشارك ملاحظاتي حول أصلين يُروَّج لهما كملاذات آمنة - الذهب والبيتكوين - وكيف يؤدون في أوقات الأزمات الجيوسياسية."
وأوضح كولمبو أنه بالنظر إلى الرسومات البيانية يتضح تنافر اتجاه الذهب والبيتكوين في اللحظات التالية لانتشار تقارير تفيد بأن ضربة إيرانية على تل أبيب ستأخذ مكانها، حيث أخذ الذهب مسار صعودي والبيتكوين على الجانب الآخر هبطت بقوة.
وتحدث كولومبو كذلك عن ارتفاع تقييمات سوق الأسهم الأمريكية، وأشار إلى الارتفاع المبالغ فيه في وزن أسهم التكنولوجيا الأمريكية في مؤشر S&P 500 كدليل إضافي على وجود فقاعة، مشيرًا إلى أن مستوياتها الحالية أعلى من "الذروة التي شهدت خلال فقاعة الدوت كوم عام 1999 – وهي الفترة التي انتهت بانهيار السوق."
واستنادًا إلى هذه الأدلة، أعاد كولومبو طرح فرضيته قائلاً: "لا ينبغي تصنيف البيتكوين على أنه 'ذهب رقمي' إذا لم يتصرف كأصل ملاذ آمن حقيقي. آمل أن أزيد من الوعي بأن البيتكوين هو أصل ذو مخاطر، مناسب أكثر لأوقات الرخاء وليس للأزمات."
وأضاف: "الارتباط القوي بين البيتكوين وأسهم التكنولوجيا يرجع على الأرجح إلى التداخل الكبير في المستثمرين – أولئك الذين ينجذبون إلى التكنولوجيا الحديثة ويثقون بها بشكل مفرط." وتابع: "أعتقد أن هذه المجموعة ستتفاجأ بانفجار فقاعة أسهم التكنولوجيا، وعندما يُجبرون على تصفية حيازاتهم من الأسهم التكنولوجية وفقدان وظائفهم في هذا القطاع، فإن ذلك سيؤدي إلى انخفاض سعر البيتكوين أيضًا."
ومع ذلك، أشار كولومبو إلى أنه ليس من المستحيل أن يشهد البيتكوين ارتفاعًا جامحًا في وقت ما، ليصل إلى 100,000 دولار أو أكثر. لكنه لا يراه استثمارًا موثوقًا مثل الذهب، الذي أثبت نفسه على مر العصور كوسيلة لحفظ القيمة."
وختم قائلاً: "الأدلة تظهر أن البيتكوين، على الرغم من وصفه بـ 'الذهب الرقمي'، يتصرف بشكل مستمر كأصل مضاربي، خاصة في أوقات الأزمات الجيوسياسية. الارتباط بينه وبين {{20|مؤشر ناسداك 100}} وتعرضه لنفس العوامل التي تؤثر على أسهم التكنولوجيا يكشف أن البيتكوين يفتقر إلى الاستقرار الذي يميز الملاذات الآمنة الحقيقية مثل الذهب."
وأضاف كولومبو: "بينما تستمر فقاعة أسهم التكنولوجيا في التضخم، فإن مصير البيتكوين مرتبط بشكل وثيق بها، مما يجعله عرضة لانخفاضات حادة عندما تنفجر الفقاعة. وبينما قد يشهد البيتكوين ارتفاعات كبيرة في الأسعار، فإنه لا يمكن أن يقدم نفس الثقة والقوة التاريخية للذهب، الذي أثبت نفسه كملاذ آمن عبر العصور. ينبغي على المستثمرين أن يأخذوا هذا الواقع في الحسبان قبل اعتبار البيتكوين وسيلة تحوط موثوقة في أوقات عدم اليقين."
تنبيه: هذا المقال مكتوب لأغراض معلوماتية فقط. لا يقصد منه تشجيع شراء أي أصل، ولا يعتبر طلب أو عرض أو توصية أو اقتراح للاستثمار. نود أن نذكركم أن كل أصل يتم تقييمه من وجهات نظر متعددة ومخاطره كبيرة، بالتالي أي قرار استثماري والمخاطر المرتبطة به تعود للمستثمر. كما أننا لا نقدم خدمات استشارية للاستثمار.