Investing.com – تراجعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي اليوم الإثنين بأكثر من نقطة مئوية كاملة تحت ضغط البيانات الصينية الضعيفة التي صدرت خلال اليومين الماضيين وأثارت المخاوف حول النمو الإقتصادي العالمي، وتأثير ذلك على الطلب على النفط.
ففي بورصة لندن للعقود الآجلة، تراجعت عقود نفط برنت تسليم تشرين الثاني/نوفمبر بنسبة 1.17٪ أو ما يعادل 58 سنتاً لتتداول عند 48.98 دولار للبرميل، خلال ساعات الصباح بالتوقيت الأمريكي.
وكانت البيانات التي صدرت يوم أمس الاحد قد أظهرت أن مؤشر مدراء المشتريات الرسمي للقطاع التصنيعي قد بقي في منطقة الانكماش هذا الشهر مع تسجيله لقراءة 49.8 نقطة، دون تغيير عن قراءة أيلول/سبتمبر، وهو ما خيب آمال التوقعات التي كانت تترقب إرتفاعاً إلى مستوى الـ50.0 نقطة الفاصل بين الإنكماش والتوسع في الإقتصاد.
وتشير أي قراءة تحت مستوى 50.0 نقطة إلى الانكماش في القطاع، وغالبا ما تستخدم أرقام نشاط قطاع التصنيع كمؤشرات لدراسة الطلب على الوقود.
وتعتبر الأمة الآسيوية العملاقة ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة، ويتأثر الطلب على الوقود بتوسع أو إنكماش إقتصادها وقطاعاته المختلفة.
وفي وقت سابق اليوم، أظهر مؤشر زايكزين لمدراء المشتريات للقطاع التصنيعي قد بقي في منطقة الانكماش هذا الشهر على الرغم من إرتفاعه وتسجيله لقراءة 48.3 نقطة في تشرين الأول/أكتوبر من قراءة أيلول/سبتمبر والبالغة 47.2، وهو ما جاء أفضل من التوقعات التي كانت تترقب إرتفاعاً أقل زخماً إلى مستوى 47.5 نقطة.
وعلى الرغم من هذا الإرتفاع الطفيف، لا يزال نشاط القطاع في منطقة الإنكماش (تحت مستوى 50.0 نقطة) للشهر الثامن على التوالي، مما أثار المخاوف من أن الاقتصاد الصيني لا يزال يفقد زخمه على الرغم من مجموعة إجراءات التحفيز التي أطلقتها السلطات الصينية في الأشهر الأخيرة.
وفي بورصة نيويورك التجارية (نايمكس)، تراجعت عقود النفط الأمريكي الخام الآجلة تسليم شهر كانون الأول/ديسمبر بنسبة بلغت 1.23٪ أو ما يعادل 58 سنتاً لتتداول عند 46.02 دولار للبرميل خلال ساعات الصباح بالتوقيت الأمريكي.
وكانت العقود الآجلة للنفط الأمريكي، والمتداولة في نيويورك قد إرتفعت بمقدار 1.85 دولار أو ما يعادل 4.46٪ خلال الأسبوع الماضي، وسط مؤشرات بتراجع عمليات الحفر في الولايات المتحدة وتقلص الإنتاج بعد إنهيار الأسعار خلال فصل الصيف.
فوفقا لمجموعة أبحاث بيكر هيوز فلقد إنخفض عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة بمقدار 16 منصة الأسبوع الماضي، ليسجل التراجع الأسبوعي التاسع على التوالي، وليصبح مجموع عدد منصات التنقيب العاملة في الولايات المتحدة 578 منصة، وهو أدنى مستوى لها منذ حزيران/يونيو 2010.
وبذلك يصبح مجموع عدد المنصات التي توقفت عن العمل خلال التسعة أسابيع الأخيرة في الولايات المتحدة 97 منصة. ويعتبر تراجع عدد منصات التنقيب عن النفط العاملة في الولايات المتحدة في العادة إشارة على صعود محتمل في أسعار النفط، لأن ذلك يشير إلى إحتمال قوي لتراجع الإنتاج في المستقبل.
ومع ذلك، فلقد سجل مستوى إنتاج النفط في الولايات المتحدة 9 مليون برميل يومياً تقريباً، ليبقى على مقربة من أعلى مستوى له منذ بداية عقد السبعينيات من القرن الماضي. وفي الوقت نفسه، سجلت مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة مستويات لم تشهدها لهذا الوقت من العام في ما لا يقل عن الـ80 سنة الماضية.
وتلقبت أسواق النفط بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة وسط حالة عدم اليقين حول الكيفية التي ستتعامل بها الأسواق مع وفرة المعروض في الأسواق العالمية من النفط الخام.
وأصبح إنتاج النفط العالمي أعلى من الطلب في أعقاب طفرة في إستخراج الولايات المتحدة للنفط من الصخر الزيتي وبعد قرار منظمة الدول المصدرة للنفط العام الماضي بعدم خفض الانتاج.
وعلى الرغم من هذه النظرة حول الإنتاج في الولايات المتحدة، لا يزال الإنتاج قوياً في بلدان أخرى. فلقد أشارت المملكة العربية السعودية وأعضاء خليجيون أخرون في اوبك أنهم سيواصلون التمسك بسياستهم المتمثلة في الدفاع عن حصتهم في السوق عن طريق الحفاظ على أعلى مستوى إنتاج.
هذا وقد بلغ الفارق بين عقود برنت وعقود نفط غرب تكساس الوسيط 2.96 دولار للبرميل، مقارنة مع 2.97 دولار للبرميل مع إغلاق تعاملات يوم الجمعة.