Investing.com - رغم تحسن أسعار النفط في الفترة الأخيرة إلا أن مخزونات البنزين الأمريكية ما زالت تشهد نمواً بشكل حاد مما يقلق المستثمرين، وكانت قد إرتفعت مخزونات النفط الخام بنحو 6.5 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية لتسجل 494.8 مليون برميل وأما مخزونات البنزين فقد سجلت 257.1 مليون برميل بعدما إرتفعت خلال الأسبوع الماضي بنحو 3.2 مليون برميل، كما وأنها كانت تسجل إرتفاعات متواصلة في حين كانت تنخفض مخزونات النفط الخام آخر 2016 بحسب تقرير صدر على موقع أويل بريس.
وأضاف التقرير أن الزيادة المفاجئة والحادة في كل من مخزونات النفط والمواد المكررة علامة تحذير وخاصة لمن يراهنون بشكل كبير على مزيد من التشدد في السوق وارتفاع الأسعار.
كما وأن وفرة البنزين أصبحت ضخمة للغاية في الساحل الأمريكي الشرقي حتى أن بعض الناقلات المتجهة إلى موانئ الولايات المتحدة تم إعادة توجيهها إلى أوروبا بحسب ما ذكرته وكالة بلومبرج، وقال المحللون أن الزيادة في المخزونات ستبقي استقدام الناقلات إلى الساحل الشرقي منخفضاً لأن السوق ينتظر آثار موسم الصيانة الربيعي، لا سيما بعدما ارتفعت المخزونات في هذا النطاق إلى أعلى مستوياتها.
تم تحويل بعض الناقلات من نيويورك إلى منطقة الكاريبي، لإيجاد مواقع شاغرة للتخزين، لكن تحويل مسار الناقلات بعيداً عن الولايات المتحدة لا يحل المشكلة وإنما يزيد حجم المخزونات دول أخرى.
توقف المصافي عن العمل
في الواقع، انخفض الطلب على البنزين إلى أدنى مستوياته منذ عام 2012، حيث تراجع بمقدار 8.2 مليون برميل يومياً نهاية يناير/ كانون الثاني.
بعض التقلبات التي يشهدها السوق موسمية، وقد يرجع ارتفاع مخزونات البنزين إلى تزايد نشاط المصافي رغبة في تعزيز الإنتاج قبيل فترة الصيانة المرتقبة خلال موسم الربيع.
مع توقف المصافي خلال الأشهر المقبلة، يأمل محللون أن يسهم ذلك في تقليص حجم مخزونات البنزين، وبطبيعة الحال تراجع أعمال التكرير سيؤدي إلى ارتفاع مخزونات الخام.
في الوقت نفسه، ما زال إنتاج النفط الأمريكي يرتفع، وأظهرت البيانات الرسمية ارتفاع إنتاج الخام في الولايات المتحدة خلال نوفمبر/ تشرين الثاني بمقدار 400 ألف برميل يومياً إلى 8.9 مليون برميل يومياً.
زيادة الإنتاج جاءت مدعومة من بعض الحقول البحرية في ألاسكا، وربما لن يمر وقت طويل قبل أن يعود إنتاج الولايات المتحدة أعلى 9 ملايين برميل يومياً، مع بدء التحسن في إنتاج النفط الصخري.
توقعات وطموحات
يرى كبير محللي النفط لدى وكالة الطاقة الدولية "نيل أتكنسون" أن ارتفاع أسعار النفط إلى 65 دولاراً يعد توقعاً طموحاً لا سيما مع رفض دول "أوبك" هبوط الأسعار كثيراً حفاظاً على استقرار اقتصاداتها.
رغم ذلك حذر أتكنسون من أن ارتفاع الأسعار كثيراً سيعمل على جذب الاستثمارات في مناطق أخرى من العالم وفي مقدمتها النفط الصخري في الولايات المتحدة، وهو ما لن تسمح "أوبك" بحدوثه.
على أي حال قد يواصل ضعف الطلب ضغطه على أسعار النفط خلال المدى القريب، على أن يرتفع الطلب مجدداً أثناء فصل الصيف ونهاية الربيع، ومع ذلك يظل الطلب مرشحاً للنمو بوتيرة هادئة.
علاوة على ذلك، تواصل صناديق التحوط ومديري الأصول مراهنتهم القياسية على صعود أسعار النفط الخام، ما يزيد مخاطر الهبوط يوماً تلو الآخر خاصة إذا تواصل ارتفاع المخزونات لعدة أسابيع مقبلة.
تحذير أخير: إذا قررت إدارة ترامب تصعيد المواجهة مع إيران، فإن جميع التوقعات ستكون غير ذات نفع، فحدوث ذلك سيخلق حالة ضخمة من عدم اليقين إزاء سوق النفط هذا العام.