Investing.com – تراجعت العقود الآجلة للنفط في التداولات الأمريكية المبكرة لليوم الثلاثاء، وسط ترقب المستثمرين لبيانات المخزون الأسبوعية، إستمرار المخاوف من الإمكانيات المحتملة لارتفاع الإنتاج الأمريكي من النفط، بينما تترقب الأسواق بأمل كبير اجتماع منظمة (أوبك) المقرر أواخر الشهر الحالي، والمتوقع أن يتم الإعلان من خلاله عن تمديد إتفاق خفض الإنتاج الحالي، إلى ما بعد عام 2017.
ففي بورصة نيويورك التجارية (نايمكس)، تراجعت عقود النفط الخام الآجلة تسليم حزيران/يونيو بواقع 23 سنتاً، أو ما يعادل 0.5٪، لتتداول عند 46.20 دولار للبرميل بحلول الساعة 9:10 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (13:10 ظهراً بتوقيت غرينيتش)، بعد ان كانت قد سجلت أعلى مستوياته في وقت سابق من الجلسة عند 46.78 دولار لللبرميل.
وكانت هذه العقود قد سجلت أدنى سعر لها منذ 14 تشرين الثاني/نوفمبر، خلال تداولات يوم الجمعة عند 43.76 دولار للبرميل.
من جهة أخرى، وفي بورصة لندن للعقود الآجلة (أيس)، تراجعت عقود نفط برنت الآجلة تسليم تموز/يوليو بواقع 25 سنتاً أي بنسبة 0.51٪ لتتداول عند 49.09 دولار للبرميل، بعد أن كانت قد سقطت إلى 46.64 دولار للبرميل يوم الجمعة، وهو أدنى أسعارها منذ 15 تشرين الثاني/نوفمبر.
وكالعادة، سيصدر معهد البترول الأمريكي، وهو جهة خاصة غير رسمية، تقريره الأسبوعي عند الساعة 4:30 مسائاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي من اليوم الثلاثاء، فيما يتوجب على الأسواق أن تنتظر التقرير الرسمي لإدارة معلومات الطاقة والمقرر صدوره كالعادة يوم غد الأربعاء. ويتوقع المحللون أن يظهر التقرير الرسمي تراجع مخزونات النفط الخام بواقع 1.8 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي.
وكان النفط قد بقي تحت الضغط في الجلسات الأخيرة مع إستمرار المخاوف من ان لا يكون أتفاق أوبك كافياً لحل مشكلة وفرة العرض العالمي في ظل ارتفاع أنتاج النفط في الولايات المتحدة الأمريكية. فلا يزال بعض المتداولون يشككون في أن التخفيضات المقررة سوف تكون كبيرة كما تتوقع الأسواق حالياً. وهناك أيضا بعض المخاوف في السوق حول زيادة الإنتاج في الولايات المتحدة،
وستتجه أنظار تجار النفط في أواخر الشهر الحالي إلى الاجتماع الرسمي لمنظمة (أوبك) والمقرر عقده في الـ 25 من الشهر الحالي. ويرجح الخبراء أن تقوم المنظمة بتمديد إتفاق خفض الإنتاج بواقع ستة أشهر أخرى، في مساعيها المستمرة لدعم أسعار النفط ومحاولة حل مشكلة وفرة العرض التي ألمت بالذهب الأسود خلال العامين الأخيرين وتسببت في إنهيار أسعاره لمستويات لم يشهدها منذ أكثر من عقد من الزمان.
وكان أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) قد اتفقوا على خفض الإنتاج بما مجموعه 1.2 مليون برميل يوميا بدءاً من 1 كانون الثاني/يناير، في أول إتفاق لتخفيض الإنتاج منذ عام 2008. وفي أعقاب الاتفاق، إنضمت 11 دولة منتجه للنفط من خارج أوبك، بقيادة روسيا، للإتفاق، وقررت تخفيض إنتاجها مجتمعه بواقع 558 ألف برميل يومياً، ليصبح المجموع العام للتخفيض 1.8 مليون برميل يومياً تقريبأً. وكان من المتوقع أنه إذا ما تم تنفيذ الإتفاق بالشكل الذي تم التوقيع عليه، فإنه سيتسبب في تراجع عرض النفط العالمي بمقدار 2٪.
وعلى الرغم من ذلك، كان النفط قد عانى من خسائر قدرها 6٪ خلال الأسبوع الماضي، وسط مخاوف من ارتفاع الإنتاج في الولايات المتحدة. وكان النفط قد سقط بقوة بعد أن أصدرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تقريرها الأسبوعي المعتاد يوم الأربعاء الماضي، والذي تضمن عدداً من الأرقام وعلى رأسها مخزونات النفط الخام والتي أظهرت إنخفاضاً قدره 930 ألف برميل للأسبوع المنتهي في 28 آذار/مارس، وهو ما جاء أقل وبكثير من الإنخفاض المتوقع.
ومما أكد المخاوف من ارتفاع الإنتاج الأمريكي، أن عدد منصات الحفر في الولايات المتحدة مستمر في الإرتفاع الذي شهدته الأشهر الأخيرة، حتى وصل إلى مستوى لم يشهده منذ أكثر من عام ونصف. فبحسب التقرير الأسبوعي لشركة الخدمات النفطية (بيكر هيوز)، والذي صدر يوم الجمعة، فإن عدد منصات الحفر العاملة في الولايات المتحدة قد إرتفع ليسجل الإرتفاع الأسبوعي الـ 16 على التوالي، ليصل المجموع إلى 703 منصات حفر، وهو أعلى رقم منذ آب/أغسطس من عام 2015.
وفي مكان آخر في بوصة نايمكس، تراجعت عقود البنزين الآجلة تسليم حزيران/يونيو بمقدار 1.2 سنتاً أو ما يعادل 0.9٪، لتتداول عند 1.509 دولار للغالون الواحد، بدون تغيير يذكر عن سعر إفتتاحها، وكذلك كان حال عقود زيت التدفئة تسليم حزيران/يونيو، التي تراجعت بواقع 0.4 سنتاً لتتداول عند 1.439 دولار للغالون.
أما عقود الغاز الطبيعي الآجلة تسليم حزيران/يونيو فلقد إرتفعت بمقدار 3.2 سنتاً، لتتداول عند 3.204 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.