من جيسيكا جاجاناثان وفلورنس تان
سنغافورة (رويترز) - تتهافت المصافي ومنتجو البتروكيماويات في آسيا على شحنات المكثفات القطرية على نحو يقود الأسعار الفورية للخام الخفيف جدا إلى الصعود في الوقت الذي يقيد فيه منتجون مثل إيران وماليزيا إمدادات الخام الخفيف.
وسجل استخدام المكثفات قفزة في آسيا خلال الأعوام الماضية مع قيام الشركات بشراء وحدات فصل جديدة في كوريا الجنوبية وسنغافورة والشرق الأوسط. ولم تواكب الإمدادات هذه الزيادة، وارتفعت الأسعار وأرباح معالجة النفط الخفيف.
فعلى سبيل المثال، تم تداول مكثفات الحقول القطرية المزالة الرائحة في السوق الفورية الأسبوع الماضي عند أعلى علاوة في عام بدعم من الطلب من كوريا الجنوبية وفق ما ذكره عدد من التجار والشركات والمصافي.
وقال أحد التجار إن صادرات قطر من المكثفات ربما تتراجع في الربع الثاني من العام، مع قيام أكبر بلد مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم بإغلاق بعض الوحدات لإجراء أعمال صيانة. وامتنعت قطر للبترول عن التعليق.
وقال أونج هان وي كبير المحللين لدى إف.جي.إي للاستشارات إن من المتوقع أن يتزايد نقص المكثفات في آسيا ليتجاوز 90 ألف برميل يوميا، من نحو 70 ألف برميل يوميا في 2017.
وتابع "جاء صعود الأسعار مؤخرا بفعل تعطل بعض الإمدادات من إيران".
وأضاف أن من المتوقع أن تزيد إيران إنتاج المكثفات من حقول جديدة للغاز في بارس الجنوبي، لكنها تخطط أيضا لبدء تشغيل وحدة فصل ثانية بطاقة 120 ألف برميل يوميا هذا العام، وهو ما سيقلص صادراتها.
وقال "ربما يخفف مشروعان للغاز الطبيعي المسال في استراليا، ويتستون وإكثيز، من شح الإمدادات... لكن الأمر يعتمد على موعد بدء تشغيل إكثيز".
وتُنتج المكثفات غالبا بجانب الغاز الطبيعي وتعالج في وحدات تكرير تعرف بوحدات الفصل لإنتاج النفتا، وهي لقيم بتروكيماويات رئيسي.
وقال تجار إن ناقلة النفط الإيرانية سانتشي كانت تحمل 111 ألفا و300 طن من المكثفات حينما اصطدمت بسفينة شحن صينية وغرقت هذا الشهر. وهذا أيضا دعم أسعار المكثفات.
ومن بين كبار المشترين للمكثفات في آسيا، هانوا توتال (PA:TOTF) للبتروكيماويات وهيونداي كيميكال وإكسون موبيل. وقطر وإيران واستراليا موردون رئيسيون لآسيا.
وقال تاجر من سنغافورة إن ارتفاع هوامش أرباح البتروكيماويات والديزل ووقود الطائرات في الآونة الأخيرة زاد من قدرة المشترين على دفع أسعار مرتفعة للنفط الخفيف.
وقال تجار إن اتساع الفارق بين علاوة خام برنت وخام دبي لأعلى مستوياته خلال نحو عامين دعم أيضا الطلب على المكثفات التي تباع بسعر منخفض عن نفط الشرق الأوسط.
وقال مصدر في قطاع النفط بكوريا الجنوبية "من الأرخص شراء خامات مرتبطة بدبي... لذا نستطيع التحول إلى مكثفات الحقول القطرية المزالة الرائحة والمكثفات المنخفضة الكبريت في الشحنات الفورية".
وقال تجار إن تعطل إمدادات المكثفات من ماليزيا قدم أيضا مزيدا من الدعم للسوق.
(إعداد علاء رشدي للنشرة العربية - تحرير إسلام يحيي)