- Investing.com تطمح شركات النفط الكبرى في أن تكون مرافق طاقة رئيسية، لتلبية الطلب المتنامي على الكهرباء من قطاع النقل والسكان، وبالرغم من إمكانية تحقيق ذلك، إلا أن هناك الكثير من المخاطر بالنسبة للمستهلكين والمنظمين، في حال ظهرت فئة جديدة من الكيانات الاحتكارية العملاقة المسيطرة على قطاع الطاقة.
يجب على الهيئات الرقابية أن تقبل بدخول لاعبين جدد مث "بي بي (LON:BP)" و"شل" إلى تحدي المرافق الكهربائية لشركات النفط الكبرى، ولكن من الناحية الأخرى، تتسم أسواق الكهرباء بحساسية سياسية، ستحول هذه الشركات إلى أهداف سائغة للسياسيين المهتمين بالظهور كمدافعين عن المستهلك، إذا حدث تضخم بالأرباح.
هدد حزب العمل البريطاني بتأميم أجزاء من صناعة الكهرباء، إذا اعتلى السلطة، فيما أجبر المنظمون على فرض قيود سعرية خلال العام الماضي لتقليل تكاليف الطاقة على الأسر، استجابة لضغوط سياسية، ودخول شركات النفط سيسهم في زيادة هذه الضغوط.
يوجد أيضًا العديد من التساؤلات الخاصة بقيمة المساهمين، أبرزهم هل يمكن لتلك الشركات زيادة الإنفاق على أعمال الكهرباء الوليدة مع الاحتفاظ بمستويات إنفاق كافية لتعزيز عمليات النفط والغاز، التي ستظل المحرك الأول للأرباح وعائدات المستثمرين.
بحلول عام 2040، ربما يحتاج العالم لإضافة ما لايقل عن 30 مليون برميل من النفط الخام يوميًا لتلبية الطلب، بالإضافة إلى استبدال الأعمال المتقادمة بأخرى الجديدة والحفاظ على أسعار مناسبة، وتحويل النقدية إلى أسواق الكهرباء قد يؤدي إلى صرف الانتباه عن هذه الاحتياجات، وبالرغم من تلك المخاوف تعمل شركات النفط الكبرى على زيادة استثماراتها الكهربائية.
يقول "مارتن ويتسيلار" رئيس قسم الطاقات الجديدة في شركة "شل"، إن بإمكان الشركة أن تصبح أكبر منتج للكهرباء على مستوى العالم بحلول أوائل الثلاثينيات، لأن هذا الجزء من منظومة الطاقة سيكون الأسرع نموًا.
وتخطط "شل" لتجنب الاستثمار في أصول نقل الكهرباء والمحطات التقليدية من أجل التركيز على مصادر الطاقة المتجددة، مما يجعل هدفها لأن تصبح الأولى بقطاع الكهرباء، رهانًا خطيرًا ومعقدًا، لأنه يقوم على تكنولوجيا وأسواق ناشئة.
أما "إس آند بي جلوبال بلاتس" فتتوقع أن تشكل المركبات الكهربائية حوالي نصف مبيعات السيارات العالمية بقدوم عام 2040، مما سيؤدي إلى مضاعفة الطلب على النفط كوقود للنقل، وهذا سيوسع دور الكهرباء.
وترى "بلاتس" أن التحول إلى أكبر مولد للطاقة المتجددة بالعالم سوف يتطلب نفقات سنوية، تبلغ قيمتها مليار دولار في البداية، فقد أنفقت شركة "إبردورولا" الرائدة على مستوى أوروبا أكثر من 5 مليارات دولار خلال العام الماضي.
باتت بعض شركات النفط العالمية أكثر عدوانية بما يشكل تحديًا مباشرًا لمشغلي مرافق الكهرباء التقليدية في أسواقها المحلية، ففي فرنسا على سبيل المثال، هيمنت شركة "توتال (PA:TOTF)" على "دايريكت إنرجيه" ما يضعها في منافسة مباشرة مع شركة "إي دي إف" التابعة للدولة.
وفي الولايات المتحدة، تتعرض شركات النفط لضغوط قوية من أجل تنويع عملياتها، وتطمح "ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز" عضوة الكونجرس التي تحظى بدعم أقوى من لوبي أعمال، في توليد 100% من الطاقة في واشنطن من خلال مصادر متجددة، وهذا يعني التخلص من الوقود الأحفوري بشكل تدريجي خلال عقد.