شهدت الأسواق العالمية هزة يوم الثلاثاء حيث شكلت معنويات المستهلكين الأمريكيين المتقلبة وارتفاع أسهم شركات التكنولوجيا، لا سيما شركة إنفيديا، وضعًا معقدًا بالنسبة للاحتياطي الفيدرالي. ووصلت عوائد سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوياتها منذ 3 مايو/أيار، كما ارتفع مؤشر التذبذب (VIX)، وهو مقياس لتقلبات السوق، إلى أعلى مستوى له في أربعة أسابيع تقريبًا. وارتفع الدولار، لا سيما مقابل اليوان واليورو، بعد بيع سندات وأذون الخزانة بقيمة 297 مليار دولار أمريكي والتي شهدت استقبالاً فاتراً من المستثمرين.
أظهر مؤشر ثقة المستهلكين الصادر عن كونفرنس بورد لشهر مايو زيادة غير متوقعة، مما يشير إلى أن الأسر الأمريكية لا تزال مرنة. وعلى الرغم من بعض المخاوف بشأن الركود المحتمل، إلا أن التفاؤل كان مدفوعًا بسوق عمل قوي، مع ثبات معدلات البطالة دون 4% لمدة 26 شهرًا متتاليًا، وانتعاش أسواق الأسهم. أشار الاستطلاع إلى أعلى توقع صافٍ لارتفاع أسعار الأسهم خلال العام المقبل منذ عام 2018، وهو ما قد يؤثر على تصورات التمويل الشخصي ونوايا الإنفاق.
ينعكس هذا التفاؤل في مؤشر الظروف المالية الوطنية لبنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، والذي كان في أكثر حالاته استرخاءً منذ أواخر عام 2021، قبل أشهر من بدء الاحتياطي الفيدرالي تشديد سياسته في مارس 2022. ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 10% تقريبًا فوق مستواه قبل إجراءات التشديد التي اتخذها الاحتياطي الفيدرالي، مع تراجع العقود الآجلة قليلاً قبل افتتاح السوق يوم الأربعاء.
كانت أسهم شركات التكنولوجيا في طليعة هذا الصعود، حيث قفزت أسهم Nvidia بنسبة 6% أخرى يوم الثلاثاء، مما دفع مؤشر ناسداك إلى تجاوز مستوى 17000 للمرة الأولى. وتقترب القيمة السوقية لشركة Nvidia الآن من 2.8 تريليون دولار، وهو ما يقترب من تقييم شركة Apple.
ويواجه الاحتياطي الفيدرالي الآن مسألة ما إذا كان سوق الأسهم القوي يتعارض مع جهوده الرامية إلى تشديد سوق الائتمان. ومع احتمال شعور المستهلكين بالثراء بسبب مكاسب سوق الأسهم، يصبح التحدي المتمثل في كبح جماح التضخم إلى هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2٪ أكثر صعوبة، خاصة مع ارتفاع أسعار النفط في الأفق قبل اجتماع أوبك.
وعلى الصعيد الدولي، تبرز مخاوف التضخم أيضًا، حيث أعلنت أستراليا عن ارتفاع أسعار المستهلكين إلى أعلى مستوياتها في خمسة أشهر عند 3.6% في أبريل/نيسان. في المقابل، من المتوقع أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة ربما في وقت مبكر من شهر يونيو، حيث ارتفعت معدلات التضخم في ألمانيا في شهر مايو ولكن بقيت المعدلات الشهرية مستقرة في الغالب.
وفي آسيا، أشارت اليابان إلى احتمالية رفع أسعار الفائدة لدعم الين، في حين تأخر اليوان الصيني والأسهم الصينية. وتوقع صندوق النقد الدولي أن ينمو الاقتصاد الصيني بنسبة 5% هذا العام، وهو ما يتماشى مع هدف بكين، ولكنه يتوقع تباطؤ النمو في المستقبل.
بدأت الانتخابات في جنوب أفريقيا يوم الأربعاء، مع احتمال خسارة المؤتمر الوطني الأفريقي لأغلبيته للمرة الأولى منذ 30 عامًا، وهي النتيجة التي دفعت الراند إلى الارتفاع.
وفي أخبار الشركات، سعت شركة BHP إلى الحصول على تمديد لتقديم عرض رسمي لعرض الاستحواذ على شركة أنجلو أمريكان بقيمة 49 مليار دولار، في حين ضجت أسواق الطاقة بالصفقات المحتملة. وتجري شركة كونوكو فيليبس مناقشات للاستحواذ على شركة ماراثون أويل في صفقة قد تتجاوز قيمتها السوقية البالغة 15 مليار دولار، ووافق مساهمو شركة هيس على اندماج ضخم بقيمة 53 مليار دولار مع شركة شيفرون.
وبالنظر إلى المستقبل، ستتطلع الأسواق الأمريكية إلى مسح قطاع الخدمات الصادر عن بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس ومسح الأعمال الصادر عن بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند في مايو. ومن المقرر أن يصدر الاحتياطي الفدرالي كتابه البيج للظروف الاقتصادية، ومن المقرر أن يلقي رئيس الاحتياطي الفدرالي في نيويورك جون ويليامز ورئيس الاحتياطي الفدرالي في أتلانتا رافائيل بوستيك خطابين في الجدول الزمني. بالإضافة إلى ذلك، ستقوم وزارة الخزانة الأمريكية ببيع سندات الخزانة الأمريكية لأجل 7 سنوات وسندات متغيرة الفائدة لأجل عامين. ومن المتوقع أيضًا أن توفر تقارير أرباح الشركات من سيلز فورس وإتش بي وأجيلنت تكنولوجيز التوجيه للأسواق.
ساهمت رويترز في هذه المقالة.هذا المقال تمت كتابته وترجمته بمساعدة الذكاء الاصطناعي وتم مراجعتها بواسطة محرر. للمزيد من المعلومات انظر إلى الشروط والأحكام.