تشهد الأسواق الأمريكية والعالمية فترة من عدم اليقين وسط مخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد. ينعكس هذا القلق في الأداء الأخير لعوائد سندات الخزانة والدولار وأسعار النفط، والتي شهدت جميعها انخفاضات كبيرة. وفي يوم الاثنين، تمكن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 من التعافي من الخسائر الحادة التي تكبدها خلال اليوم، ليغلق على ارتفاع، مما يدل على مرونة عقلية "شراء الانخفاضات" في السوق.
ومع ذلك، أدت البيانات الاقتصادية الأخيرة إلى تضخيم المخاوف بشأن التوقعات الاقتصادية الأمريكية. فقد كشف استطلاع معهد إدارة التوريدات والتصنيع الأمريكي لشهر مايو عن انكماش في النشاط أكثر مما كان متوقعًا، وذلك في أعقاب البيانات المثيرة للقلق من استطلاع المصانع في شيكاغو وانخفاض إنفاق الأسر في أبريل. وقد أدت هذه التطورات إلى تعديل تنازلي لتقديرات "الناتج المحلي الإجمالي الآن" الصادرة عن بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا لمعدل نمو الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة، والذي بلغ الآن 1.8%، وهو أدنى مستوى له هذا العام.
واستجابةً للمؤشرات الاقتصادية، زادت التوقعات بخفض الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة بحلول نهاية العام، حيث بلغت الآن أكثر من 40 نقطة أساس. كما تأثرت سوق النفط أيضًا، حيث انخفضت أسعار النفط الخام إلى مستويات لم تشهدها منذ 6 فبراير/شباط، وانخفضت المكاسب السنوية إلى أقل من 2% للمرة الأولى منذ ثلاثة أشهر.
وانخفضت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوياتها منذ ثلاثة أسابيع تقريبًا، وتراجعت علاوة الأجل على حيازات الديون طويلة الأجل إلى ما دون الصفر. كما تراجع الدولار الأمريكي أيضًا، حيث وصل مؤشر الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته منذ شهرين تقريبًا، في حين ارتفع اليورو إلى أعلى مستوياته منذ منتصف مارس، وانخفض زوج الدولار/الين إلى مستويات لم يشهدها منذ 16 مايو.
كما أثرت الأحداث السياسية أيضًا على أسواق العملات. فقد انخفضت قيمة البيزو المكسيكي بنسبة تصل إلى 5% منذ يوم الجمعة في أعقاب نتائج الانتخابات، في حين انخفضت الروبية الهندية إلى أدنى مستوى لها في ثلاثة أسابيع حيث أظهرت نتائج الانتخابات أن التحالف الذي يقوده حزب بهاراتيا جاناتا لم يرق إلى مستوى التوقعات. كما عانت الأسهم الهندية بشكل كبير، حيث انخفضت بنسبة تزيد عن 8% استجابةً لنتائج الانتخابات، وهو ما يمثل أكبر خسارة منذ أكثر من أربع سنوات.
واستشرافًا للمستقبل، ستراقب الأسواق الأمريكية عن كثب إصدارات البيانات الرئيسية المقرر صدورها في وقت لاحق من يوم الثلاثاء، بما في ذلك فرص العمل لشهر أبريل وطلبيات السلع من المصانع. كما ستصدر تقارير أرباح الشركات من شركات مثل هيوليت باكارد إنتربرايز (NYSE:HPE) وباث آند بودي وركس (NYSE:BBWI) على جدول الأعمال وقد توفر المزيد من التوجيه للأسواق.
ساهمت رويترز في هذه المقالة.تم ترجمة هذه المقالة بمساعدة برنامج ذكاء اصطناعي بعد مراجعة أحد المحررين.. لمزيد من التفاصيل يُرجى الرجوع للشروط والأحكام الخاصة بنها