بغداد (رويترز) - قال رجل الدين العراقي الشيعي البارز مقتدى الصدر أمام أكثر من 100 ألف من أنصاره بوسط بغداد يوم الجمعة إنه يتعين على رئيس الوزراء حيدر العبادي اتخاذ إجراء حاسم لاستئصال الفساد وتنفيذ الإصلاحات التي وعد بها وإلا جازف بفقد سلطته.
وكان العبادي قد وعد الصيف الماضي بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية بعد احتجاجات حاشدة في الشوارع لكنه سرعان ما واجه مقاومة مستمرة وتحديات قانونية للتغيير. وتعهد هذا الشهر بتعيين تكنوقراط يحلون محل وزراء تم تعيينهم على أساس الانتماءات السياسية لكن ظل هذا الوعد مجمدا أيضا.
وقال الصدر الذي تستحوذ كتلة الأحرار التي يتزعمها على 34 مقعدا نيابيا وثلاثة مناصب وزارية أمام الحشد الضخم الذي تجمع في ساحة التحرير "اليوم رئيس الحكومة على المحك وخصوصا بعد أن انتفض الشعب."
وأخذ الصدر يردد هتافات مناهضة للولايات المتحدة ألهب بها حماسة مؤيديه واتهم العبادي بعدم الاستفادة من الدعم الذي قدمه آية الله علي السيستاني أعلى مرجعية شيعية في العراق الذي أقر الإصلاحات وإن بدا أن الإحباط تسلل إليه لتجمدها.
وقال الصدر من على منصة وعلى جانبيه حراس مسلحون يرتدون زيا مموها "بعد صوت المرجعية الذي دعم إصلاحات الحكومة وبعد أن مكنا رئيس الحكومة من الإصلاحات... توانى."
وقال المحلل السياسي العراقي فاضل أبو رغيف إن الاحتشاد الذي شارك هو نفسه فيه يوم الجمعة كان بمثابة إعادة تأكيد من جانب الصدر لحمله لواء الإصلاح.
وأضاف "بالآونة الأخيرة يكاد يكون نجم الكتلة الصدرية قد أفل نوعا ما." وتابع أن المغزى الأول من هذا الاحتجاج هو "إعادة التيار الصدري تارة أخرى إلى الواجهة والمعرض السياسي."
وهدد الصدر -الذي قام جيش المهدي التابع له بقتال القوات الأمريكية في ذروة الاقتتال الطائفي بالعراق عامي 2006 و2007- باقتحام مجمع "المنطقة الخضراء" شديد التحصين والذي يضم مباني حكومية وسفارات أجنبية منها السفارة الأمريكية.
لكن أبو رغيف قال إن هذا مجرد أداة دعائية.
وقال "هو ليس يقصد الاقتحام الفيزيائي بقدر ما يقصد الاقتحام السياسي. هو يريد أن يقول لهم إن ثورة الإصلاح قادمة إليكم عبر بوابات المنطقة الخضراء لكن ليست البوابة المادية الملموسة."
(إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية - تحرير سها جادو)