برازيليا، أول يوليو/تموز (إفي): أعلن الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، عقب استقباله نظيره السوري بشار الأسد، مجددا استعداد بلاده لعب دور الوسيط في صراع الشرق الأوسط، في الوقت الذي انتقد فيه الرئيسان حصار إسرائيل لقطاع غزة والهجوم الذي قامت به ضد سفن أسطول الحرية.
وسيطرت على التصريحات التي أدلى بها الرئيسان في العاصمة برازيليا، عقب اللقاء الذي جمع بينهما الأربعاء، توجيه انتقادات لإسرائيل، حيث جاءت شديدة اللهجة من جانب الرئيس السوري، ومعتدلة من قبل نظيره البرازيلي.
وقال لولا إن "سوريا تعد شريكا هاما في البحث عن السلام في الشرق الأوسط، ودعا لأن يسمع الجميع حديث سوريا"، مشيرا إلى أنه كلما تدهور الوضع في الشرق الأوسط كلما اتجهت الأنظار نحو دمشق بحثا عن حلول عبر مواقفها.
وأضاف الرئيس البرازيلي أن "الصراع في الشرق الأوسط يتجاوز البعد الإقليمي"، والقرار فيه يعتبر "مسئولية الجميع لأنه يؤثر على العالم بأسره.
وتابع دا سيلفا "نريد أن نرى وبكل سرعة منطقة الشرق الأوسط خالية من النزاع بين جميع سكانها، ونرفض فكرة أنها مدانة للعيش دائما في نزاع وسكانها مدانين بالعيش في حروب وهذا لا يعقل".
وبحسب الرئيس اللاتيني "لن يكون هناك تصالح حقيقي وإنهاء للنزاع إذا كانت هناك أطراف رابحة وأخرى خاسرة"، مبرزا أن حل المشاكل في المنطقة ينبغي أن يكون تفاوضيا لا بشكل مجبر.
وحول مواقفه من إسرائيل، أكد لولا أن البرازيل تدين التدخل في قطاع غزة، بنفس الطريقة التي تدين بها العمليات الإرهابية، وأشار إلى أن الحصار لن يؤدي إلى السلام.
وحول الهجوم الإسرائيلي الأخير على سفن أسطول الحرية التضامني، قال إن ما حدث في المياه الدولية يؤكد أنه قد حان الوقت لإنهاء الحصار على القطاع.
وجدد دا سيلفا دعم بلاده للعب دور الوسيط في مفاوضات السلام الجارية في الشرق الأوسط، قائلا "لقد نقلت ذلك للرؤساء الإيراني محمود أحمدي نجاد والفلسطيني محمود عباس والإسرائيلي شيمون بيريز خلال زيارتهم للبرازيل، وأيضا خلال جولتي الأخيرة بالشرق الأوسط"
وكان دا سيلفا قد أجرى في مارس/آذار الماضي جولة شملت زيارة الضفة الغربية والأردن وإيران.
وحول المواقف البرازيلية تجاه النزاع، أفاد الرئيس البرازيلي أن بلاده تدافع عن إنهاء إسرائيل لاحتلال هضبة الجولان، وإقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل، ووضع نهاية للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، والتصالح بين سوريا ولبنان.
وأوضح لولا إننا "ندافع عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة اقتصاديا وتستطيع أن تعيش مع دولة إسرائيل"، مشيرا: إلى أن "هذا لا يمكن أن يتحقق سوى باتحاد الفلسطينيين. ونحظى بدعم سوريا من أجل المصالحة بين الفلسطينيين".
ومن جانبه، اتهم الأسد إسرائيل بعرقلة أي مبادرة بشأن تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط وأيضا "بتهديد المنطقة بسبب امتلاكها أسلحة نووية".
وأكد الرئيس السوري أن العرب "قدموا العديد من مبادرات السلام في الشرق الأوسط، ولكن إسرائيل تجاهلتها بل وألغتها من خلال عملياتها العسكرية".
وأشار إلى أن "إسرائيل قامت بقصف لبنان في عام 2006 وما زالت تحاصر قطاع غزة، وهجومها الأخير على أسطول الحرية" المدعم من قبل منظمة تركية غير حكومية.
وأشاد الأسد أيضا بالاتفاق الثلاثي الذي توصلت إليه كل من البرازيل وتركيا مع إيران بشأن تبادل اليورانيوم المنخفض التخصيب بوقود نووي.
ورغم أن هذا الاتفاق لم يقنع القوى الكبرى ولم يكن كافيا لتجنب توقيع عقوبات جديدة على إيران من قبل مجلس الأمن الدولي، إلا أن الأسد أشار إلى أنه يخدم كحل تفاوضي للجدل المثار حول طبيعة البرنامج النووي الإيراني.
وتناولت المباحثات بين الزعيمين، العديد من القضايا الاقتصادية على رأسها، التبادل التجارى، وأبدى الأسد رغبة بلاده في التفاوض بشأن عقد اتفاق تجارة حرة مع تكتل (ميركوسور) الذي يضم البرازيل والأرجنتين وأوروجواي وباراجواي.
وعقب تناول الغداء مع نظيره البرازيلي اجتمع الأسد مع مسئولي البرلمان، وسافر إلى مدينة ساو باولو للقاء الجالية السورية.
وكان الأسد قد وصل برازيليا قادما من كوبا، في إطار جولة لاتينية استهلها بفنزويلا ويختتمها بالأرجنتين.(إفي)