من مايان لوبل وعلي صوافطة
القدس/رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) - قُتل فلسطينيان على الأقل في الضفة الغربية المحتلة وأصيب 16 إسرائيليا يوم الخميس في احتدام للعنف بسبب غضب الفلسطينيين من خطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط.
وقالت السلطات الإسرائيلية إنها قتلت مواطنا من عرب إسرائيل بعد أن أطلق الرصاص فألحق جروحا بسيطة بأحد أفراد شرطة الحدود عند أحد مداخل المدينة القديمة في القدس. وأضافت أن للهجوم دوافع سياسية.
وتمنح الخطة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 28 يناير كانون الأول إسرائيل معظم ما تسعى إليه منذ عقود بما في ذلك مدينة القدس وتقريبا جميع الأراضي المحتلة التي أقامت عليها مستوطنات.
ومع تصاعد العنف، قال الجيش الإسرائيلي إنه بدأ في إرسال تعزيزات إلى الضفة الغربية حيث قتلت القوات الإسرائيلية شابا يبلغ من العمر 19 عاما أثناء اشتباكات في مدينة جنين. وقال فلسطينيون إنه كان يرشق بالحجارة جنودا جاءوا لهدم منزل فلسطيني ضالع في مقتل مستوطن يهودي عام 2018.
وفي واقعة أخرى في جنين، قُتل شرطي فلسطيني في مركز شرطة بنيران قالت السلطات الفلسطينية إنها إسرائيلية. ولم يعلق المسؤولون الإسرائيليون لكن تقارير في وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أن القوات أصابته بالنار بطريق الخطأ.
وفي مشهد يعيد إلى الأذهان موجة هجمات بالشوارع نفذها فلسطينيون عام 2015، قالت الشرطة الإسرائيلية إن سيارة صدمت جنودا إسرائيليين كانوا يسيرون على ممشى بالقدس مما أسفر عن إصابة 14 جنديا على الأقل.
وقال الجيش الإسرائيلي إن المهاجم فر من المكان لكن أُلقي القبض عليه لاحقا، دون أن تكشف عن اسمه. وقال موقع (واي نت) الإخباري الإسرائيلي إن المهاجم فلسطيني يبلغ من العمر 25 عاما.
وأضاف الجيش أن مسلحا يشتبه بأنه فلسطيني أصاب جنديا إسرائيليا بجروح طفيفة على طريق يؤدي لإحدى المستوطنات اليهودية قبل أن يلوذ بالفرار.
وندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإسرائيل لقتلها فلسطينيين وربط ذلك بالخطة التي وصفها ترامب بأنها "صفقة القرن".
وقال جاريد كوشنر مستشار ترامب البارز إن عباس يتحمل جانبا من المسؤولية عن احتدام العنف.
وأضاف بعد دقائق من إطلاعه سفراء مجلس الأمن الدولي على تفاصيل الخطة "أعتقد أنه يحمل مسؤولية... هو يدعو لأيام غضب كنوع من الرد، بل وقال ذلك حتى قبل أن يرى الخطة".
وأضاف أنه التقى شخصيا مع عباس أربع مرات أثناء صياغته الاقتراح "لكنهم اختاروا ألا يجتمعوا معنا مرة أخرى".
وينأى الفلسطينيون منذ فترة طويلة عن التعامل مع إدارة ترامب متهمين إياها بالتحيز لإسرائيل. وهم يقولون إن الخطة لا تحقق الكثير من مطالبهم لإقامة دولة مستقلة لها مقومات البقاء وحقوق أخرى.
وتؤيد إسرائيل خطة ترامب بينما تعارضها الجامعة العربية ورفض الاتحاد الأوروبي أجزاء منها.
وتفقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوات الأمن في الضفة الغربية بعد هجمات الخميس، واتهم هو أيضا الرئيس الفلسطيني بتأجيج العنف.
وقال "يا أبو مازن، عمليات الطعن والدهس والقنص والتحريض لن تجدي لك نفعا. سنفعل كل ما يلزم من أجل الدفاع عن أمننا وتحديد حدودنا وضمان مستقبلنا. سنقوم بذلك معك أو بدونك".
ويوم الأربعاء، قتلت القوات الإسرائيلية بالرصاص فلسطينيا عمره 17 عاما في موقع آخر بالضفة الغربية وقالت إنه ألقى عليها قنبلة حارقة أثناء احتجاج شابه العنف على خطة ترامب. وكان هذا أول قتيل يسقط منذ الإعلان عن الخطة.
وتشهد أيضا الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل عنفا قائما منذ أيام.
وأطلق فلسطينيون قذائف مورتر وصواريخ ومتفجرات على إسرائيل مما أثار الذعر لكنه لم يسفر ذلك عن أي إصابات خطيرة. ونفذت إسرائيل ضربات جوية خلال الليل على مواقع تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة.
(شارك في التغطية نضال المغربي من غزة ودان وليامز وديدي هيون من القدس ورودريجو كامبوس من الأمم المتحدة - إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية)