القاهرة (رويترز) - قال محامي هشام جنينة الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات في مصر يوم الثلاثاء إن محكمة عسكرية قضت بسجن موكله خمس سنوات بتهمة نشر أخبار كاذبة تسيء للمؤسسة العسكرية.
ونددت منظمة العفو الدولية بالحكم ووصفته بأنه مثال آخر على ما وصفته بقمع مصر لكل أشكال المعارضة في ظل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقال علي طه محامي جنينة لرويترز يوم الثلاثاء "كل ما نملكه هو التظلم للحاكم العسكري"، مشيرا إلى السيسي الذي فاز الشهر الماضي بولاية ثانية.
ولطالما ارتابت السلطات المصرية في شأن جنينة، الشرطي والقاضي السابق، واتهمته عندما كان رئيسا للجهاز المعني بمكافحة الفساد بتشويه صورة الدولة بالمبالغة في تقدير حجم الفساد في القطاع العام.
وكان جنينة عضوا في حملة دعاية رئيس أركان الجيش المصري السابق سامي عنان لانتخابات الرئاسة قبل أن يحتجز عنان في يناير كانون الثاني ويتهمه الجيش بالترشح دون الحصول على موافقة القوات المسلحة فيما أدى إلى توقف حملته الانتخابية.
واعتقل جنينة وفتح مدع عسكري تحقيقا معه في فبراير شباط بسبب تصريحات يزعم أنه أدلى بها في مقابلة مع موقع (هاف بوست عربي) الإخباري.
وفي المقابلة قال جنينة دون الخوض في تفاصيل إن عنان يملك وثائق تدين مسؤولين مصريين كبارا.
ووجه محامي عنان انتقادات لجنينة وكتب في صفحته على فيسبوك أن تصريحاته "عارية تماما من الصحة". ولم يحدد التصريحات التي يقصدها.
وتعرض جنينة للضرب خارج منزله بعد فترة قصيرة من اعتقال عنان في واقعة ألقى مسؤوليتها على الحكومة. وقال ثلاثة يشتبه في أنهم هاجموه إن الإصابات التي لحقت به كانت نتيجة شجار عقب حادث سيارة.
وانتقدت منظمة العفو الدولية يوم الثلاثاء الحكم بسجن جنينة ووصفته بأنه انتهاك لحقه في حرية التعبير.
وقالت نجية بونعيم مديرة الحملات بالمنظمة في شمال أفريقيا في بيان "اعتقال هشام جنينة ومحاكمته العسكرية والعقوبة المشينة بسجنه خمس سنوات مثال آخر على الإسكات المخزي لأي شخص ينتقد السلطات المصرية".
وأضافت "يتضح جليا الآن أنه لا مؤشر على تراجع قمع السلطات المصرية في الآونة الأخيرة لحرية التعبير".
ووسعت مصر اختصاص المحاكم العسكرية في 2014 ليشمل محاكمة المدنيين المتهمين بأعمال تتراوح من مهاجمة منشآت الدولة إلى إغلاق الطرق.
ويعتبر منتقدون ذلك قيودا أخرى على المعارضة من جانب الحكومة التي ألقت القبض على آلاف من أنصار جماعة الإخوان المسلمين المحظورة واستهدفت نشطاء آخرين.