سيول، 18 مارس/آذار (إفي): شنت كوريا الشمالية اليوم هجوما على الاتهامات التي تشير إلى أن محاولة إطلاقها المزمع لقمر اصطناعي لرصد الأرض الشهر المقبل هو تمويه لإجراء تجربة صاروخية، ووصفتها بمواقف "عدائية" لتقويض نظام الدولة الشيوعية.
وقالت بيونج يانج، إن إطلاق القمر الصناعي (كوانج ميونج سونج-3) المحلى الصنع هو "حق سيادي" لها، بحسب ما أوردته اليوم وكالة الأنباء المركزية الرسمية (KCNA).
وأضافت أن "القوى المعادية بما في ذلك كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان نددت بالإطلاق المزمع للقمر الصناعي على الصاروخ الفضائي (أونها-3) على أنه اختبار صاروخ".
وتابعت "أن مثل هذه الاتهامات هي امتداد لمواقف عدائية لهذه الدول اتخذتها ضدنا، وتهدف إلى عدم الاعتراف بحقوق بيونج يانج وتقويض نظامها".
ويأتي هذا بعد يومين من أعلان بيونح يانج إنها ستطلق في الفترة بين 12 و16 من الشهر المقبل صاروخا يحمل قمرا اصطناعيا إلى مدار حول الأرض، ليتزامن مع ميلاد مؤسس الدولة" كيم إيل سونج الذي يصادف يوم 15 أبريل/نيسان الذكرى المئوية السنوية لميلاده، والذي تحكم أسرته كوريا الشمالية منذ أن تم تأسيسها عام 1948 بقبضة حديدية.
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد أدانت الجمعة اعلان الدولة الشيوعية "الإستفزازي الخطير" لإطلاق قمر صناعي يحمله صاروخ بعيد المدى واعتبرته "انتهاكا" لإلتزامتها الدولية، مهددة بقطع المعونات الغذائية.
ومن جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه، داعيا كوريا الشمالية إلى "تنفيذ جميع قرارات مجلس الامن وخاصة القرار رقم 1874 الذي يحظر عليها اطلاق أية صواريخ باليستية".
وتعد هذه الخطوة انتهاكا للحظر الذي فرضته الأمم المتحدة على نشاطات بيونج يانج بعد قيامها بعمل مشابه عام 2009. وهي الأولى في ظل القيادة الجديدة للبلاد عقب وفاة الزعيم السابق كيم يونج إيل في 17 ديسمبر/كانون أول الماضي، وتنصيب نجله كيم يونج أون خليفة له.
فيما حذرت كوريا الجنوبية جارتها الشمالية من أنها ستعتبر الإقدام على هذه الخطوة "عمل استفزازي خطير ضد السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية وشمال شرق آسيا".
كما أعربت روسيا أيضا عن قلقها، ودعت بيونج يانج "لعدم الصدام مع المجتمع الدولي والتوقف عن خطوات تتسبب في تفاقم الوضع بالمنطقة".
ومن جانبها، قالت كوريا الشمالية إن "التطوير السلمي واستخدام الفضاء هو حق شرعي معترف به عالميا، وان الأقمار تطلق لأغراض البحث العلمي واستخدام الفضاء لأغراض التنمية الاقتصادية، ولم تعد حكرا على عدد قليل من الدول".
جدير بالذكر أن قرار مجلس الأمن رقم 1874 يطالب بيونج يانج بالتخلي عن اطلاق أية صواريخ باليتسية بغض النظر عما أذا كانت ذات أهداف عسكرية أو مدنية".
وأعلنت بيونج يانج في وقت سابق اليوم إنها تعتزم دعوة مجموعة من الخبراء والصحفيين الأجانب لمراقبة إطلاقها قمرها الصناعي (كوانج ميونج سونج-3) لرصد الأرض (محلى الصنع) الشهر المقبل، وأنه لا يعنيها حالة تذمر المجتمع الدولي.(إفي)