تسعى مصر وقبرص على تعميق التعاون في مجال الطاقة، الأمر الذى يعّد صورة واضحة لمعاداة تركيا وقد يعصف بآمال الولايات المتحدة , حيث ان اكتشافات الغاز في المنطقة يمكن أن تقلل من حدة التوترات الإقليمية.
وقال شريف إسماعيل، وزير البترول المصري في الاجتماع المصري القبرصي اليوناني في مدينة نيقوسيا أمس ، أن القاهرة تعمل على تسريع المحادثات لنقل الغاز القبرصي لتلبية الاحتياجات المحلية مع احتمال إعادة التصدير.
جاء ذلك فى الوقت الذى ذكرت فيه صحيفة الفاينانشال تايمز أن استخدام الغاز هو نقطة جدال ساخنة بين قبرص وتركيا التى شهدت مؤخرا تدهور فى العلاقات مع جيرانها .
وصرّح أحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء التركي أن محاولة البحث عن البترول والغاز الطبيعي فى جنوب قبرص لن نسمح بها ” فالبحر المتوسط هو أيضا بحرنا وإذا لزم الأمر، فسنقوم بالحفر والتنقيب عليه .
واوضحت أنقرة ان استغلال الغاز يجب أن يتم الاتفاق عليه وأن تركيا هي السوق الأكثر منطقية للغاز القبرصي.
وتعمل مصر وقبرص على حد سواء على تعزيز العلاقات مع إسرائيل، ولكن توترت علاقتهما مع انقرة بسبب دفاع تركيا المتزايد عن جماعة الإخوان المسلمين وحماس.
أفاد سنان اولجن لدى جامعة كارنيجي يوروب، بأن هذا الاتفاق مؤشر على مدى ضعف قدرة تركيا لتشكيل تحالفات في المنطقة، وأضاف أن علاقات أنقرة مع الحركات الإسلامية ينظر إليها على أنها تشّكل تهديدا للوضع الراهن في العديد من البلدان.
وقال “يوجد بالتأكيد عامل وراء التحالف المصرى القبرصى المناهض لتركيا ، على الرغم من كونه هش وغير فعّال ” .
وتدهورت العلاقات بين القاهرة وأنقرة بشدة منذ أطاح الجيش المصري بالحكومة الاسلامية المنتخبة العام الماضي.
وصرّحت القاهرة مؤخرا أنها لن تجدد لمدة ثلاث سنوات على اتفاقية تجارة الترانزيت عام 2012 مع تركيا التي وفرّت بديلا للطرق عبر سوريا التي مزقتها الحرب.
وعلى الجانب الأخر نفت قبرص سعيها لإقامة تحالف مناهض لتركيا، ولكن ارتفعت حدة التوتر بينهما في الأسابيع الأخيرة بسبب النزاع على الغاز. ولكن برزت مصر باعتبارها سوقا بديلة حيث تعاني من نقص الغاز وبحثت أيضا عن نقل الغاز الطبيعي من إسرائيل من خلال خط أنابيب جديد تحت الماء.