من جيمس مكنزي وليزا شوميكر
ميلانو/شيكاجو (رويترز) - سجلت الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا أرقاما قياسية يومية جديدة للإصابات بفيروس كورونا مع اتساع رقعة الموجة الثانية للفيروس عبر أجزاء من نصف الكرة الشمالي، مما أجبر بعض الدول على فرض قيود جديدة.
ويشير إحصاء رويترز إلى أن ما يربو على 42.9 مليون أصيبوا بفيروس كورونا على مستوى العالم وتوفي مليون و151929 جراء مرض كوفيد-19 الناجم عنه. ويوجد في الولايات المتحدة أكبر عدد من الوفيات والإصابات.
وحمل الحديث عن تحفيز لقاح تطوره جامعة أوكسفورد وشركة أسترا (SE:1212) زينيكا استجابة مناعية لدى كل من كبار السن والشبان أنباء إيجابية مع اقتراب الشتاء في الدول الشمالية واختلاط الناس في أماكن داخلية.
لكن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك حذر من أن اللقاح لن يكون متاحا على نطاق واسع قبل العام المقبل وقال "لم نصل (إلى هذه النقطة) بعد".
وفي الولايات المتحدة، وصل المتوسط الأسبوعي للحالات اليومية الجديدة إلى مستوى قياسي بلغ 69494 حالة، وفقا لإحصاءات رويترز التي تشير كذلك إلى أن الوفيات، التي تحوم حول 800 حالة يوميا، في اتجاه تصاعدي.
وبلغ عدد مرضى كوفيد-19 في المستشفيات أعلى مستوى له في شهرين بوصوله إلى 41500 حالة، مما أنهك أنظمة الرعاية الصحية في بعض الولايات.
وانتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يواجه معركة حامية الوطيس بينما يسعى للفوز بفترة جديدة في انتخابات الثالث من نوفمبر تشرين الثاني، مرة أخرى التقارير التي تفيد بأن فيروس كورونا آخذ في الارتفاع.
وكرر زعمه الذي لا يستند إلى أساس بأن حالات كوفيد-19 آخذة في الارتفاع بسبب وجود المزيد من الاختبارات، وهو تأكيد لا تدعمه البيانات وقد رفضه خبراء الصحة.
وقال ترامب في تغريدة على تويتر "الحالات ترتفع لأننا نجري اختبارات.. اختبارات.. اختبارات. مؤامرة لوسائل إعلام إخبارية كاذبة. كثير من الشبان يتعافون بسرعة كبيرة. (بنسبة) 99.9 في المئة. أكبر مؤامرة على الإطلاق لوسائل الإعلام الفاسدة".
وألقى فيروس كورونا المستجد، الذي ظهر للمرة الأولى في مدينة ووهان بوسط الصين نهاية العام الماضي، بظلاله على الحملة الانتخابية قبل اقتراع الرئاسة الأمريكية، إذ اتهم المرشح الديمقراطي جو بايدن مرارا ترامب بإساءة التعامل مع الجائحة بشكل صارخ.
وتوفي أكثر من 225300 إجمالا بسبب كوفيد-19 في الولايات المتحدة.
أما في أوروبا، فالصورة شديدة القتامة مع تسجيل العديد من الدول زيادات قياسية. وتقود فرنسا ذلك المنحى المرتفع، إذ سجلت أكثر من 50 ألف حالة يومية لأول مرة يوم الأحد، بينما تجاوزت القارة عتبة 250 ألف حالة وفاة.
وقال جان فرانسوا دلفريسي، الذي يرأس مجلسا يقدم المشورة للحكومة، لإذاعة (آر.تي.إل) إن فرنسا ربما تسجل حتى 100 ألف إصابة جديدة يوميا.
وتحاول الحكومات باستماتة تجنب العزل العام الذي كبح المرض في بداية العام على حساب إغلاق اقتصاداتها بالكامل. لكن الارتفاع المطرد في الحالات الجديدة أجبرها على تشديد القيود.
ونقلت صحيفة بيلد عن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قولها في اجتماع لزعماء في الحزب الديمقراطي المسيحي الذي تنتمي إليه "نواجه شهورا صعبة جدا جدا".
* رقم قياسي روسي
على الرغم من أن أداء ألمانيا كان جيدا نسبيا مقارنة بدول أخرى في أوروبا، فقد شهدت أيضا ارتفاعا حادا في الحالات. وقال معهد إيفو إن مؤشره لمناخ الأعمال انخفض اليوم الاثنين، مما يعكس المخاوف بشأن الفيروس.
وأثرت حالة التشاؤم بشدة على الأسواق المالية، حيث انخفضت أسعار الأسهم يوم الاثنين مع إلقاء تزايد حالات العدوى بظلالها على الآفاق الاقتصادية.
وفي إسبانيا، واجهت الحكومة رد فعل عنيفا بشأن خططها لفرض حالة الطوارئ لمدة ستة أشهر في واحدة من أشد بؤر تفشي الفيروس في أوروبا. وقالت أحزاب المعارضة إن ستة أشهر أطول مما ينبغي، وقال علماء الأوبئة إن هذا قد يكون متأخرا للغاية بينما رفض بعض المواطنين الالتزام بحظر التجول ليلا.
وفي روسيا، ارتفع عدد الإصابات الجديدة بكوفيد-19 إلى مستوى قياسي بلغ 17347 يوم الاثنين بينما حذر الكرملين من أن الوباء بدأ في التسبب في خسائر أكبر خارج موسكو.
وأصبحت روسيا في أغسطس آب أول دولة تمنح الموافقة التنظيمية للقاح لكوفيد-19 بعد أقل من شهرين من الاختبارات على البشر، مما أثار دهشة العلماء المتشككين في الغرب. ووافقت الهيئات التنظيمية على لقاح ثان هذا الشهر.
وبرصدها مليونا و531224 إصابة، تصبح الدولة البالغ عدد سكانها حوالي 145 مليون نسمة رابع أكبر دول العالم إصابة بفيروس كورونا بعد الولايات المتحدة والهند والبرازيل.
كما فرضت إيطاليا، التي كانت الأكثر تضررا في المراحل الأولى من الأزمة في مارس آذار، قيودا جديدة وأمرت بإغلاق المطاعم والحانات اعتبارا من الساعة السادسة مساء وإغلاق دور السينما والصالات الرياضية وفرض حظر تجول محلي في عدة مناطق.
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)