بقلم صموئيل إنديك
Investing.com - قلص سعر البيتكوين المكاسب السابقة وانخفض إلى أقل من 34000 دولار بعد أن أعلن مكتب بكين للبنك المركزي الصيني أنه أمر بإغلاق صانع برمجيات صيني بسبب تداول العملات الرقمية.
أفادت رويترز أن السلطات أمرت شركة بكين كوداو للتنمية الثقافية بوقف عملياتها وقالت إدارة الرقابة المالية في بكين وإدارة بنك الشعب الصيني إن موقعها الإلكتروني قد تم تعطيله. تأتي آخر الأخبار وسط حملة أوسع نطاقًا على أنشطة العملات الرقمية في الصين، والتي شهدت توقف نشاط التعدين في عدد من المقاطعات والذي كان أحد الدوافع وراء ضعف أسعار العملات الرقمية في الأشهر الأخيرة.
وكانت الصين مركزًا لتعدين البتكوين، وتشير بعض التقديرات إلى أن حوالي 70٪ من التعدين العالمي للبتكوين حدث هناك. ومع ذلك، منذ أن بدأت الصين في تضييق الخناق على الصناعة في مايو، انخفض أكثر من 50٪ من معدل التجزئة (قوة الحوسبة الجماعية المستخدمة لتعدين البيتكوين) من الشبكة، وفقًا لموقع Blockchain.com.
خلال عطلة نهاية الأسبوع، تغيرت خوارزمية البيتكوين للتكيف مع معدل التجزئة المنخفض، مما يسهل بشكل فعال تعدين البيتكوين لأولئك الذين لا يزالون قيد التشغيل. نظرًا لانخفاض معدل التجزئة، فإن الرمز الجديد -الذي يتم تحديثه كل أسبوعين- جعل تعدين البيتكوين أسهل بنسبة 28.3٪.
لماذا قامت الصين بتضييق الخناق على العملات الرقمية؟
أحد أسباب الحملة الصارمة التي تشنها الصين على الصناعة هو التأثير البيئي السلبي من تعدين البيتكوين والعملات الرقمية. ومع وجود الكثير من الشبكات الصينية التي تعمل بالفحم، كانت هناك تقارير تفيد بأن البنية التحتية للتعدين قد أدت إلى زيادة كبيرة في الاستخراج غير المشروع للفحم.
تم تسليط الضوء أيضًا على التأثير البيئي من قبل الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك في مايو. قال ماسك إن تسلا (ناسداك: NASDAQ:TSLA) ستتوقف عن قبول البيتكوين كدفعة بسبب المستويات العالية من استخدام الطاقة اللازمة لتشغيل الشبكة.
السبب الثاني الذي يبرر قيام الصين بتضييق الخناق هو أن بنك الصين الشعبي يسير على الطريق الصحيح لتطوير عملته الرقمية الخاصة بالبنك المركزي. اقترح بعض المحللين أن حملة الصين على العملات الرقمية هي مقدمة لإطلاق عملتها الرقمية للبنك المركزي، حيث لا تريد الدولة أي منافسة عندما تطلق اليوان الرقمي، على الأرجح بحلول نهاية العام.
وذكرت كابيتال إيكونومكسن في مذكرة بحثية: "من بين البنوك المركزية الرئيسية، يفتتح بنك الشعب الصيني الطريق؛ لأن الطريق ممهد بالفعل وقد قطعت الصين شوطًا كبيرًا في تطوير عملية الدفع عبر الهاتف المحمول حيث تم الاعتماد على ذلك بشكل كبير هناك، ومما أثار انتباه القيادة الصينية –هو تحول السيطرة على معظم المدفوعات اليومية الآن في أيدي شركتين خاصتين يسهلان عملية الدفع" حسبما أوردت كابيتال إيكونوميكس في مذكرة بحثية.
وأضافت الشركة الاستشارية: "في حين تطلق الصين على الأرجح أول بنك مركزي رئيسي، فإن بنك الشعب الصيني لا يزال يتحرك بحذر، ويريد التأكد من أن النظام الجديد يندمج جيدًا في النظام المالي الحالي ولا يخلق مخاطر جديدة".
في الساعة 13:34 بتوقيت جرينتش، تم تداول البيتكوين بحوالي 34,180 دولارًا، بعد أن تم تداوله لفترة وجيزة فوق 35000 دولار في وقت سابق من يوم التداول.
عملية احتيال كبرى هي السر؟
بعد كل ما ذكرناه يكون السؤال، لماذا شنت الصين حربها على العملات الرقمية في 2021؟
"الكل محتار"، هكذا جاءت إجابة نيك كارتر، أحد مؤسسي كاسل آيلاند فينتشورز. الذي أفاد أن هذه الحملة خلفها إما نظرية توسيع القبضة القانونية المتحكمة في مئوية الحزب الشيوعي التي ستأخذ مكانها هذا العام.
يضيف كارتكر منتقدًا النظام الصيني: "إنهم يفسدون كل شيء ويتخذون الإجراءات الصارمة دائمًا."
يفسر كارتر النظرة الصينية للعملات الرقمية في سياق حدث أكبر، فيقول: "لطالما كانت العملات الرقمية مرادفًا للجريمة في هذه الأرض؛ إن أكبر عملية احتيال حدثت في عالم العملات الرقمية كانت على الأرجح عملية الـبلس توكن، وهي كانت مشروعًأ صينيًا."
في هذه العملية، تمكن المحتالون من تحصيل ما قيمته 5.7 مليار دولار من المستثمرين، وقد تم القبض على بعضهم، لكن ستبقى أثار ما حدث محفورة في العقل الصيني، وستخلد العملات الرقمية في الوعي الحكومي كأداة احتيال كبرى.
النظرية الثانية المطروحة بقوة هي أن كل ما تفعله الصين ما هو إلا تمهيدًا لطريق ابنتها الرقمية المنتظرة، اليوان الرقمية، وهي الطفل الذي دخل مرحلة التطوير منذ عام 2014.