أعرب مؤسّس مشروع الكريبتو Worldcoin والمدير التنفيذيّ لشركة الذكاء الصنعيّ OpenAI سام ألتمان (Sam Altman) عن مخاوفِهِ بخصوص تصعيد الولايات المتحدة لجهودها التنظيميّة الخاصّة بقطاع الكريبتو ومساعيها لإنفاذ سيطرتها عليه، مشبّهاً هذه الجهود بشنِّ حرب على القطاع.
ففي مقابلةٍ حديثة ضمن بث برنامج Joe Rogan Experience لمقدّمه جو روغان بتاريخ 7 تشرين الأول/أكتوبر الحالي، عبّر ألتمان عن عدم ارتياحه للإجراءات الحكومية التي تستهدف الأصول الرقمية، وصرّح ألتمان قائلاً: “لديَّ العديد من الأسباب الداعية لخيبة الأمل بسبب القرارات الأخيرة للحكومة الأمريكية إضافةً إلى الطريقة التي يقاربون بها مسألة العملات الرقمية ومحاولتهم فرض السيطرة التامة على القطاع، وذلك هو ما يُحزنني فعلاً في هذه البلاد”. غيرَ أنّ ألتمان أوضَحَ عدم معارضته لوجود تشريعاتٍ كهذه مشيراً إلى انهيار منصّة FTX للتداول كمثالٍ بارزٍ على ضرورة وجود مثل هذه القوانين:
“أنا لست ضد وجود القوانين وأؤمن بضرورتها فقد كانت قضيّة FTX كارثيةً بشكلٍ مضحكٍ نوعاً ما”؛ منوّهاً في الوقت نفسِهِ إلى أهمية العملات التي لا يمكن للحكومات السيطرة عليها مثل عملة بيتكوين (Bitcoin-BTC) كتطوّرٍ تقنيٍّ مهمٍّ للبشرية.
وأكمل ألتمان: “منذ بضع سنواتٍ لعبت دوراً في إطلاق مشروع Worldcoin ما سمحَ لي بالمزيد من التعمّق في هذا المجال، وأنا متحمّسٌ تجاهه لذات الأسباب، لكنَّ فكرة وجود عملةٍ عالميةٍ خارج نطاق سيطرة الحكومات تُعتبر تقدّماً أساسياً ومنطقياً في عالم التكنولوجيا”. من جهةٍ أخرى، عبر جو روغان عن تفاؤله بخصوص بيتكوين على الرغم من الشكوك المحيطة بقطاع الكريبتو عموماً، مضيفاً:
“العملة الرقمية الجذابة بالفعل هي بيتكوين وأعتقد أنها تمتلك الإمكانية الأعلى للقبول العالميّ، وأنا معجبٌ بوجود معروضٍ محدّدٍ بشكلٍ مسبقٍ منها وقيام الأفراد بتعدينها من خلال حواسيبهم وأحترم تطبيقاتها العملية”؛ كما عبَّر كلٌّ من ألتمان وروغان عن معارضتهما للعملات الرقمية للبنوك المركزيّة (CBDCs) والتحوّل المُحتمل للولايات المتحدة إلى بلادٍ تتمحور حول مراقبة مواطنيها طوال الوقت، حيث يمكن لتقنية هذه العملات منح الحكومات مزيداً من السيطرة على عادات الإنفاق الفردية.
الضغوط القانونية على العملات الرقمية
تبنّت السلطات الأمريكية موقفاً متشدّداً إزاء العملات الرقمية ما تسبَّبَ بظهور المزيد من التساؤلات حول مستقبل قطاع الأصول الرقمية، حيث شرَعَت لجنة الأوراق المالية والبورصات (SEC) في شهر حزيران/يونيو من عام 2023 في اتخاذ إجراءاتٍ تنفيذيةٍ ضد بينانس (Binance) كبرى منصّات تداول العملات الرقمية عالمياً؛ وتشمل لائحة الاتهامات ادعاءاتٍ بخصوص اختلاس أموال العملاء وتشغيل منصّة تداولٍ غير مرخّصٍ بمزاولتها لهذا النشاط إلى جانب غيرها من التهم، وفي اليوم التالي قامت اللجنة باستهداف منصة كوينبيس (Coinbase (NASDAQ:COIN)) بلائحة اتهاماتٍ شملت التعامل بأوراقٍ ماليةٍ غيرِ مصرّحٍ بتداولها، لتعزّز هذه التطوّرات من التساؤلات المستمرّة حول طريقة تطبيق القوانين الحالية الخاصّة بالاستثمار والتداول على هذا الصنف الجديد من الأصول.
قلقٌ حول عامل الخصوصيّة يحيط بمشروع Worldcoin
فيما تبدو ادّعاءات ألتمان مبالغاً بها إلا أنها تُبرز أسئلةً بخصوص موقف الحكومة الأمريكية من العملات الرقمية ومستقبلها داخل الولايات المتحدة، حيث واجَه مشروع Worldcoin انتقاداتٍ كثيرةً من مجتمع الكريبتو إضافةً إلى بعض الجهات الرقابيّة منذ إطلاقه في تموز/يوليو 2023.
وترتبط هذه الانتقادات بشكلٍ خاصٍّ باستخدام ماسح قاع العين للتعرّف على الهوية مقابلَ قدرٍ من عملتها الأساسيّة WLD، وعلى الرغم من أن مشروع Worldcoin يدّعي عدم احتفاظ فريقِهِ بالبيانات بعد إجراء عمليات المسح الضوئيّ إلا أن مشاعر القلق إزاء الخصوصيّة دفعت بدولة كينيا إلى تعليق عمليات الشركة بالإضافة إلى شروع الأرجنتين بتحقيقٍ يخصّ المشروع في آب/أغسطس الماضي. ومع التطوّر السريع لساحة الكريبتو، فقد أصبَحَ من الضروريّ أن تتبنّى الحكومات هذه التغيّرات مع الالتزام بمسؤوليتها تجاه حماية المتعاملين في القطاع من المواطنين.
