مصدر الصورة: Adobe/alberto تتفق معظم الآراء على أن آخر سوقٍ صاعدةٍ لعملة بيتكوين (Bitcoin-BTC) بدأت رسمياً في 22 حزيران/يونيو 2023، عندما وصلت العملة الرقمية الرائدة إلى أعلى مستوى جديد لها خلال عام واحد.
وفي تقرير صدَرَ حديثاً، قالت منصّة ماتريكسبورت (Matrixport) للخدمات المالية الرقمية إن السوق الصاعدة الخامسة لبيتكوين قد بدأت بالفعل، وتوقعت المنصة بأن تشهد قيمة العملة الرقميّة الأكبر ارتفاعاتٍ كبيرةً قد تصل بها إلى 125,000$ بحلول كانون الأول/ديسمبر 2024.
وقال التقرير: “بدأت هذه السوق الصاعدة رسمياً في 22 حزيران/يونيو 2023، عندما وصلت عملة بيتكوين إلى أعلى مستوى جديدٍ لها للمرّة الأولى خلال العام. وجرت العادة -تاريخياً- أنه عند وصول بيتكوين إلى هذا المستوى، فإنها تحقق -في المتوسط- عوائد لا تقلّ عن 310%”.
وشدّدت ماتريكسبورت أيضاً على أهمية التوقيت عند التفكير بالاستثمار في عملة بيتكوين (BTC). ووفقاً لتحليلات المنصة، فإن الوقت المثالي لشراء بيتكوين يكون عادةً قبل حدث التنصيف التالي لبيتكوين بحوالي 14 إلى 16 شهراً. وبناءً على ذلك -حسبما ذكرت ماتريكسبورت في تقريرها- فإن نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2022 شكل الوقت المثاليَّ للشراء، وعندها كان تداول بيتكوين يتم عند مستوى لا يزيد عن 17,000$.
وقالت الشركة في هذا الخصوص: “مع تزايد الزخم، من المتوقع تحقيق المزيد من المكاسب”.
التبنّي المؤسساتيّ سيكون المُحفّز الرئيسيّ للسوق الصاعدة التالية
شهدت عملة بيتكوين (Bitcoin-BTC) تاريخياً العديد من دورات السوق الصاعدة، وكان لكلٍّ من تلك الدورات ظروفها الخاصّة التي دفعت ببيتكون إلى الصعود.
فبدايةً جاء ظهور بيتكوين كأسلوب جديد للدفع، ثمّ الاعتراف بها كشكلٍ بديلٍ من المال في الصين، تلاه ظهور عمليات الطرح الأولي للعملات (ICOs)، والتي أعقبتها موجة الرَوَاج الكبير لقطاع التمويل اللامركزي (DeFi) والرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs)، كلّ تلك الأحداث شكّلت علاماتٍ فارقةً أدت إلى توفير زخمٍ كبيرٍ لكلِّ دورة من دورات الصعود لبيتكوين.
وبحسب رؤية منصّة ماتريكسبورت (Matrixport) الرائدة في مجال الخدمات المالية للأصول الرقمية، فإن السوق الصاعدة الخامسة لبيتكوين جاريةٌ بالفعل الآن، تغذّيها -هذه المرة- توقعاتٌ بتنامي التبني المؤسساتي لكبرى العملات الرقمية (BTC). فقد باتت المؤسّسات الاستثمارية تنظر بشكلٍ متزايد إلى بيتكوين كأداة لتنويع أصولهم الاستثمارية. فقد جذبت سمات عملة بيتكوين -والتي غالباً ما يتم تشبيهها بالاستثمار في الأصول الآمنة كالذهب وسندات الخزانة- انتباه المؤسسات التي تسعى إلى التحوّط ضد فترات عدم اليقين الاقتصاديّة.
ويتزامن هذا الاتجاه مع تصاعد نسبة الدَّين إلى الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة، ما يُجبر المؤسسات على البحث عن مجالاتِ استثمارٍ بديلة.
وحسبما توارد من أنباء، فإن آرثر هايز -المؤسس المشارك لمنصّة مشتقات العملات الرقمية بيتميكس (BitMEX)– أرجع الارتفاع في سوق العملات الرقمية إلى التكاليف المتعلقة بالسياسة الخارجية الأمريكية الصارمة، لا سيّما بما يتعلق بدعم المجهود الحربيّ الإسرائيلي ضد حماس.
وفي تدوينةٍ حديثةٍ، سلّط هايز -الخبير في العملات الرقمية- الضوءَ على الالتزام اللامحدود للرئيس الأمريكي جو بايدن بدعم المجهود الحربي الإسرائيلي، وأشار إلى أن هذا الأمر -إلى جانب الميزانية العسكرية المتزايدة وزيادة الاقتراض الحكومي- قد أثار المخاوف بشأن حدوث تضخّم عالميٍّ مدفوع بالحرب.
وكتب هايز في هذا الصدد: “بالإضافة إلى قضية أوكرانيا، من المتوقع أن يتزايد الضغط على الميزانية العسكرية الأمريكية بشكلٍ هائلٍ، خاصّةً إذا ما انخرطت إيران -الحليف الأساسيّ لحماس- في الحرب عبر تحريك حلفائها”.
وتابع بالقول: “هذا الأمر سيؤدي إلى زيادة الاقتراض الحكوميّ في المستقبل، وعادةْ ما يكون الحد الأقصى لهذا الاقتراض مفتوحاً عندما يتعلق الأمر بتمويل الحروب”.
وفي تأكيد آخر لسوق بيتكوين الصاعد، فقد وصلت هيمنة سوق العملة الرقمية الرائدة إلى نسبة 54% من حجم سوق الكريبتو، وهو أعلى مستوى لها منذ أكثر من عامين ونصف. وتأتي الزيادة المطّردة في هيمنة بيتكوين التي كانت عند 38% بداية العام الجاري، ليستمرَّ ارتفاعها على مدى العام، حتى زادت بنسبة 81% منذ بداية عام 2023.