Investing.com - يدعو القادة الماليين في العالم الهيئات الدولية لوضع معايير من أجل تعزيز مراقبة العملات الافتراضية في قمة العشرين المقرر قيامها في بوينس آيرس من 19 إلى 20 مارس الجاري.وظهرت هذه الدعوة في مسودة بيان أعدت لاجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية في القمة.
ومن المتوقع أن يتناول القادة الماليين فكرة الابتكار التكنولوجي للعملات الافتراضية وقدرتها على تحسين كفاءة وشمولية النظام المالي، بالإضافة للقضايا المتعلقة بحماية المستهلك والمستثمر، والأنشطة غير المشروعة كالتهرب الضريبي، غسيل الأموال، وتمويل الإرهاب التي سيكون لها تأثير على استقرار النظام المالي في مرحلة ما.
وأوضحت مسودة البيان اتفاق القادة على أن الهيئات الدولية معنية بوضع معايير تعزز مراقبتها للعملات الافتراضية ومخاطرها، وتقييم ما إذا كانت بحاجة لاستجابة متعددة الأطراف خوفا من تهديد الاستقرار المالي.
ومن جانبها، صرحت المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي، كريستين لاجارد، أن صندوق النقد الدولي يمكن أن يلعب دورا محوريا في تنسيق التنظيم العالمي للعملات الافتراضية، وحذرت من الجانب المظلم لهذه العملات وقدرتها على تمويل الإرهاب وتسهيل غسيل الأموال، بالإضافة إلى أن النمو السريع لهذه العملات والتقلب الشديد في أسعارها واتصالاتها غير المحددة للعالم المالي التقليدي يمكن أن تخلق بسهولة نقاط ضعف جديدة.
وأضافت لاجارد :"لا يمكن لأي دولة أن تتعامل مع هذا التحدي بمفردها، وصندوق النقد الدولي في موقع فريد للمساعدة في تطوير إجابات في قطاع العملات الافتراضية المتطور".
كما حذر المنظمون في جميع أنحاء العالم من العملات الافتراضية، قائلين إنهم يساعدون في غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، وإيذاء المستهلكين وتقويض الثقة في النظام المالي العالمي.
وكانت اليابان أول دولة تتبنى نظاما وطنيا للإشراف على تداول العملات الافتراضية، ونفذت عمليات فحص للعديد من منصات التداول في العام الجاري بعد حادث سرقة ما يقرب من 530 مليون دولار من منصة كوينشيك في يناير الماضي. أما فرنسا وألمانيا، قالوا أنهم سيقدمان مقترحات مشتركة لتنظيم سوق عملة البتكوين الافتراضية.
وقال رئيس هيئة الرقابة في الاتحاد الأوروبي إن الاستراتيجية قصيرة الأجل تتلخص في التركيز على تطبيق قوانين لمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، محذرا المستثمرين من تداول العملات الافتراضية ومنع البنوك من احتجازهم والسيطرة عليهم.
وأوضحت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية الأسبوع الماضي إنه يجب تسجيل العديد من منصات تداول العملات الافتراضية وإخضاعها لقوانين إضافية، في ظل قيام جهات تنظيمية أخرى بتضييق الخناق على هذا القطاع.
وظلت العملات الافتراضية متواجدة منذ سنوات، ولكن المعاملات فيها تضاخمت مؤخرا، إلى جانب عمليات الاحتيال التي تعد المستثمرين بفائدة تزيد على 1000% في غضون أسابيع. بالإضافة إلى نشاط القراصنة المتزايد في هذا القطاع.
جدير بالذكر أن العملة الافتراضية الأشهر على الإطلاق "بتكوين" قد فقدت أكثر من نصف قيمتها في العام الجاري، بعد أن ارتفعت بنسبة بلغت 1300% في العام الماضي.