- Investing.com خلال السنوات الماضية كان لتقنية "بلوك شين" دور كبير في تطوير العديد من القطاعات مثل القطاع المصرفي، وفي المستقبل سيكون لها دور كبير في تطوير القطاع الطبي، حيث تحاول بعض معاهد ومراكز التكنولوجيا تقديم نماذج ومقترحات لكيفية استغلال تقنية "بلوك شين" بالقطاع الطبي.
للبيانات دور كبير في تطوير القطاع الطبي، لأنها تُمكن الأطباء من معالجة المرضى بمهارة أكبر وأكثر دقة، فالمستشفيات والعيادات المتخصصة تستخدم أنظمة سجلات إلكترونية مختلفة تجعل من الصعب معرفة التاريخ الطبي الكامل للمريض أو السجل العلاجي له.
تمكنت تكنولوجيا "بلوك شين" من توفير حل محتمل لهذه المشكلات، وهي توفير وسيلة لا مركزية للمعلومات دون المساس بالنزاهة والأمن، إلا أن أنظمة بلوك شين بالقطاع الطبي حتى وقتنا الراهن مازالت مجرد اقتراحات، وكان " ميدريك" واحد من المشروعات التي قدمها معهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا بمثابة نموذج مبدأي للاقتراح الممكن العمل عليه وتطويره.
اعتمد المعهد في هذا النموذج على شبكة "إثيريوم" المسؤولة عن إنشاء العقود الذكية، وعن طريقها تم سحب بيانات المرضى من أنظمة محلية مختلفة لواحد من أهم المراكز الطبية، واحتفظت بها بما يُمكن الأطباء المستقلين من الإطلاع عليها إذا وافق المرضى.
في مارس الماضي، بدأت إحدى الشركات الناشئة تدعى "Iryo" في تخزين السجلات الصحية الإلكترونية في مخيمات اللاجئين بسهل البقاع اللبناني معتمدة على تقنية "بلوك شين"، وقد سمح لهم هذا بالاحتفاظ ببياناتهم الصحية على هواتفهم الشخصية وصارت معهم أينما ذهبوا.
جمع البيانات من خلال تقنية "بلوك شين" يساعد أيضًا في الأبحاث الطبية، فأدوات التعلم الآلي أصبحت متفوقة على الإنسان فهي أكثر سرعة ودقة في عملية التشخيص، إلا أنها تحتاج إلى كم كبير من البيانات للتدرب، ومن الصعب الوصول إليها دون أن يتم انتهاك خصوصية الأشخاص.
بعض المرضى قد يتطوعوا ببياناتهم للاعتماد عليها في الأبحاث الطبية، إلا أنه من الصعب إدارة هذا الكم الكبير من المعلومات والبيانات بصورة آمنة وبطريقة تجعل المرضى يسيطرون على إذن الوصول إليها.
تمكن "عبد الله البياتي" الطبيب في مستشفى "ليدز جنرال" من تطوير موقع إلكتروني لجمع المعلومات وتخطى عقبة الإجراءات الورقية المتعلقة بالمرضى المنصرفين، ما يسمح للأطباء معرفة ما حدث لمرضاهم والعلاج الذي تلقوه من قبل.
وكان الدكتور "البياتي" دور كبير في تحسين معايير الدقة وخفض التكاليف، وتم اعتمادها في أماكن أخرى، مثل مستشفى الملكة "إليزابيث"، وهو ما شجع الطبيب على إنشاء شركة "Medicalchain" لتوفير حلول تخزين ومشاركة لسجلات المرضى بشكل آمن جدًا.