investing.com - منذ إصدارها، تعرضت العملات الافتراضية لانتقادات عديدة، ووصفها البعض بالفقاعة وبمخططات الاحتيال، ولكن ربما لا تكون المشكلة الرئيسية لهذه العملات ما إذا كان مقدر لها أن تصبح أصول للمضاربة فقط، بل ما إذا كانت آمنة بما يكفي ليقوم الناس باستثمار مدخرات حياتهم فيها.
وقد ساعد في انتشار القلق بشأن عدم آمان العملات الافتراضية، عمليات القرصنة وسرقة عشرات الملايين من الدولارات من منصات تداول العملات الافتراضية مثل "كوينريل" و"بيتثامب"، وما نتج عنهم من تدهور في أحوال السوق وانخفاض قيمة عملة البيتكوين.
عندما ظهرت البيتكوين لأول مرة، كان جزاء كبيرا من الاهتمام بها سببه الشفافية التي تتسم بها بفضل دفتر الأستاذ الموزع وتقنية البلوكتشين، والذي تم تصميمه للقضاء على عمليات الاحتيال والتزوير من خلال إعداد سجل دقيق في الوقت الفعلي للمعاملات لكل من يرغب في رؤيته.
ولكن بعد ذلك، قامت صناعات بأكملها بالعمل على تقويض أهم صفتين للأصول الرقمية وهم الأمان ومجهولية الهوية، من خلال شركات حريصة على فك رموز المعاملات في دفتر الأستاذ لكشف هوية المتعامل وتاريخ المدفوعات.
وفي الوقت نفسه، يعمل القراصنة على إنشاء خوارزميات من شأنها أن تستهدف منصات تداول العملات الافتراضية أملا في اختراق نظمهم الأمنية وسرقة الأموال. وخلال الستة أشهر الماضية، تم سرقة حوالي 1.1 مليار دولار من هذه المنصات، وذلك بفضل الأدوات المتاحة للشراء في الأسواق الموجودة على الويب المظلم.
وقد نشرت شركة "كاربون بلاك" تقريرا عن هذه الأدوات، ذكرت فيه أن أسواق الويب المظلم تمثل اقتصادا غير شرعي بقيمة 6.7 ملايين دولار، تم بناؤه من خلال تطوير البرامج الضارة والمبيعات المتعلقة بالبرمجيات الخبيثة.
وعلى الرغم من أن هذه البرمجيات الخبيثة ترتبط في المقام الأول بـالقائمين بالتعدين مثل "GhostMiner" و"Loap"، والتي تقوم بعملية تعدين العملات الافتراضية من أجهزة الكمبيوتر بدون علم المالك، إلا أن هناك برامج ضارة موجهة نحو منصات التداول.
كما قام القراصنة باستغلال نقاط الضعف الخاصة بالعملات الرقمية لصالحهم، هذه النقاط التي ليست متواجدة بالنسبة للعملات التقليدية، مثل استغلال الأخطاء المتواجدة في ترميز العملات. مثل حادث استغلال ثغرة في خوارزمية البيتكوين أدت إلى تكرار نفس المعاملة، وبالتالي حصول القراصنة على مبلغ كبير.
وهناك عدة طرق للتغلب على عدم أمان منصات التداول، مثل الاحتفاظ بالعملات الرقمية في محافظ غير متصلة بالإنترنت كمحفظة "تريزور". كما تسعى منصات التداول بشكل دائم لتحصين نفسها والتركيز على إجراءات الأمان، فقد قامت بعضها بدعم ما يدعى بالمصادقة الثنائية، التي تتطلب استخدام نوعين من الأجهزة لتسجيل الدخول لنفس الحساب.
وفي الوقت الحالي، يجب على المستثمرين والمشاركين في هذا السوق الحذر واتخاذ العديد من إجراءات الأمان لتجنب التعرض لخسارة مادية كبيرة.