investing.com - أوضح بنك التسويات الدولية، الذي يبلغ من العمر 88 عاما وعبارة عن تركيز يضم 60 مصرفا مركزيا يمثل 95٪ من إجمالي الناتج المحلي العالمي، أنه لا يحب العملات الافتراضية ولكنه مجبر على التعامل معها بسبب تقنية البلوكتشين.
وقال باحثي البنك في تقرير صدر مؤخرا أن العملات الافتراضية ستدمر الإنترنت، وأن الطريقة الوحيدة لتنظيم عرض مالي مقبول عالميا هي من خلال طريقة شديدة المركزية، وبالطبع يخدم هذا التقرير كل من بنك التسويات الدولية والبنوك المركزية.
وقد شهد الاقتصاد التقليدي التناظري بداية طويلة جدا مقارنة بالعملات الافتراضية، كما هو الحال في الأيام الأولى للأصول الرقمية، كانت الأيام الأولى للعملات التقليدية مليئة بالسرقات والاحتيال والمجرمين، وحتى بنك التسويات الدولية لديه ماض متقلب وكان هناك إجماع على حل المؤسسة، لذا فإن تصريحات البنك بأن العملات الافتراضية لا يخدمون سوى أهداف غير مشروعة كغسيل الأموال والإرهاب، هو نوع من النفاق، خاصة وأن العملات الورقية طانت تستخجم في مثل هذه الأنشطة غير المشروعة.
وقد ظهرت العملات الافتراضية في الوقت الذي ترك فيه النظام المصرفي السائد بلايين البشر على هامش النشاط الاقتصادي، أملا في حل هذه المشكلة وإضفاء طابع ديمقراطي على الوصول إلى عالم الاستثمار، الذي كان محصورا على الأثرياء فقط، أما الآن فيمكن للشخص دخول هذا العالم بمجرد اتصال بالإنترنت ومحفظة رقمية وبعض المدخرات.
وعلى صعيد آخر، اعترف تقرير بنك التسويات الدولية بإمكانيات تقنية البلوكتشين لخلق نموذج ذو ثقة أعلى في المدفوعات عبر الحدود، وسوق التحويلات الذي تبلغ قيمته 608 مليار دولار، وينطبق الأمر نفسه على التمويل التجاري.
إن رفض سوق التشفير في بداياته سيكون بمثابة رفض لشركة جوجل، أو رفض وسائل التواصل الاجتماعي استنادا إلى معدلات اعتماد المحرك الأولية، والحقيقة أن الأصول الرقمية بدأت الآن في التحول نحو الاعتماد الرسمي، وتتمتع بزيادة في الوضوح التنظيمي في صالح الهياكل اللامركزية مثل البيتكوين والإثيريوم. وفي الوقت نفسه يستمر السعي نحو ابتكار عملة رقمية مستقرة مربوطة بعملة تقليدية أو أصول.
ولهذا لاينبغي لبنك التسويات الدولية والسلطات المصرفية المركزية غض الطرف عن هذه الصناعة والفرص التي تمثلها من أجل تعزيز الاقتصاد العالمي.