investing.com - استطاعت منصات تداول العملات الافتراضية أن تهيمن على عناوين الأخبار بوتيرة متزايدة خلال الأسابيع العديدة الماضية، بدأ الأمر مع صحيفة ديلي ميل في تقريرها عن بن ديلو، الشريك المؤسس لمنصة تبادل العملات الرقمية "بيتميكس"، باعتباره أصغر ملياردير في بريطانيا وأول ملياردير بفضل البيتكوين في المملكة المتحدة.
وقامت صحيفة بلومبرغ بحوار مع رئيس منصة "بينانس"، تشانغبينغ تشاو، الذي أوضح أن إيرادات عام2018 للمنصة بلغت 300 مليون دولار، وبانتهاء العام الجاري يتوقع أن تصل الإيرادات إلى 500 مليون أو 1 مليار دولار.
ولفت حوار تيك كرانش مع مؤسس عملة الإثيريوم، فيتالك بوترين، الأنظار بسبب تصريحات بوترين بأنه يتمنى أن تحترق منصات التبادل المركزية في الجحيم.
ويعترض بوترين على المنصات المركزية لأنها تتطلب من العملات الرقمية من 10 إلى 15 مليون دولار لإدراجهم، في حين أن الأمر ذاته في المنصات اللامركزية مثل "بينانس"، وأدى نموذج "الدفع مقابل الإدراج" إلى خلق حراس مركزيين يشبه هؤلاء المتواجدين في عالم العملات الورقية التقليدية.
وقد انضم الكثيرون إلى دعوة بوترين معبرين عن غضبهم من حالة العملات الرقمية والتركيز الشديد على قوة منصات التبادل. وأعلنوا أن البديل هو تواجد منصات تبادل لامركزية ينخرط فيها المشترين والبائعين في سوق مفتوحة للتداول المباشر دون وسطاء.
ومن وجه نظر العديد بدأن منصات تداول العملات الرقمية في إحداث ضرر في سوق التشفير وعلى الصناعة الحديثة نسبيا.
إن عددا كبيرا من المستثمرين في سوق التشفير يهدفون إلى تحقيق أرباح عالية من خلال منصات تداول ذات مزايا كثيرة مقارنة بالأسواق التقليدية، مثل الرسوم البسيطة والتداول على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ومجموعة واسعة من الأصول للاستثمار.
لذا فإن نسبة كبيرة من المستثمرين في السوق لايهتمون سوى بالمكاسب فقط، ولا تعنيهم المسائل التقنية وتطور الصناعة. وهنا تكمن المشكلة التي يعاني منها مجتمع التشفير، إذ أن التركيز ينصب على السعر فقط على عكس التقدم التكنولوجي.
ولهذا فإن الشركات الناشئة في هذا السوق تركز على إدراجها في منصات التداول بدلا من التركيز على التبني الفعلي لعملتها، وحل المشاكل التي يعاني منها المستخدمين. وهذا ما يخلق تأثير "الفقاعة" في السوق ويجعل خبراء وول ستريت ينتقدون هذه الصناعة.
إن منصات التداول توفر الحل الأكثر بساطة وسهولة للمستثمرين الجدد في السوق، مع إمكانية الوصول إلى مختلف العملات الرقمية وتداولها، ولكنها تركز بشكل كبير على الأرباح فقط، وصحيح أن لها الحق في السعي وراء الأرباح، ولكن أيضا يجب أن تساعد في اعتماد الأصول الرقمية ضمن النظام المالي العالمي.