investing.com - في الوقت الذي تعزز فيه منصات تداول العملات الرقمية إجراءات الأمان بعد سلسلة من عمليات القرصنة والسرقة، بدأ مجرمي الإنترنت يغيرون وجهتهم ليستهدفون سرقة العملات الرقمية مباشرة من المستخدمين.
وفي الوقت نفسه، جذب سوق العملات الرقمية العديد من المستثمرين الهواة والأشخاص العاديين، الذي لا يمتلكون أي خبرة في هذا المجال، خاصة بعد ارتفاع الأسعار بشكل مهول، هؤلاء المستخدمون عديمي الخبرة هم الآن هدف سهل جدا للقراصنة والمحتالين.
وقال المؤسس المشارك ل"إليبتيك" شركة إنجليزية تهدف لتتبع ومنع النشاط الإجرامي في سوق التشفير، توم روبنسون، إن أشياء مثل هجمات التصيد الاحتيالي، ومحاولة خداع الناس لإعطاء المال لهم هو السائد حاليا بين المجرمين، بعد أن فقدوا اهتمامهم بمنصات التداول.
وأضاف أن الأشخاض الذين يقومون بشراء وتداول البيتكويم في الوقت الحالي لا يمتلكون معرفة تقنية تحميهم من هجمات القراصنة.
وقد شهدت شركة إليبتيك زيادة بمقدار خمسة أضعاف في هجمات التصيد الاحتيالي منذ بداية العام الجاري، ويحاول المجرمين خداع الأشخاص لإعطائهم التفاصيل الشخصية والمفاتيح الخاصة بالمحافظ الرقمية من خلال الإدعاء بأنهم مقدمي خدمات رقمية أو منصات تداول.
وقال كبير مهندسي الأبحاث في شركة سيسكو للأمن، إرميا أوكونور، إن المحتالين يقومون عادة بتغيير حرف واحد من عنوان موقع منصة تداول، وبالتالي لا يستطيع المستخدمين غالبا ملاحظة الفرق ويدخلون كل بياناتهم الشخصية.
وأوضح أوكونور أن عدة مئات من الملايين من الدولارات تم سرقتها من خلال هجمات تصيد احتيالي في العام الماضي، وقامت مجموعة أوكرانية تدعى "Coinhoarder" بسرقة أكثر من 50 مليون دولار من خلال تغيير حرف من عنوان موقع إلكتروني.
وقد تم استخدام إعلانات جوجل في هذه الهجمات، على سبيل المثال عن قيام الشخص بالبحث عن "محفظة بيتكوين" يظهر له إعلان باسم "blockchien.info" وهو نسخة مخادعة ومزورة من موقع "blockchain.info" الشهير.
لذا قامت جوجل مؤخرا بمنع كل إعلانات العملات الرقمية من على منصاتها في محاولة لحماية المستهلكين من هذه الحيل.
وفي الوقت الذي تزداد فيه هجمات التصيد الاحتيالي، مازالت منصات التداول هدفا للعديد من القراصنة، إذ تم سرقة نحو مليون من البيتكوين منذ ظهور العملة حتى الآن، وهو يعادل 6% من العملات الرقمية في السوق بما يعادل 7 مليار دولار.
ولذلك قرر عدد من منصات التداول عدم تحمل مسؤولية أموال المستخدمين على الإطلاق، مثل منصة "ShapeShift" والتي تسمح للعملاء بشراء وبيع مختلف العملات الرقمية من خلال منصتها، دون أن تمتلك أي أموال للعملاء.
أما منصات التداول الضخمة، التي تحتاج إلى الاحتفاظ بأموال العملاء، فتقوم بتسليم العملات إلى الشركات المتخصصة لتخزينهم بشكل بارد بعيدا عن عالم الإنترنت، مثل شركة "Xapo" التي تحتفظ ب10 مليار دولار من العملات الرقمية عبر خزائن واسعة الانتشار جغرافيا، بما في ذلك مخبأ عسكري سابق في جبال الألب السويسرية.