investing.com - مع توجه العالم نحو رقمنة الاقتصاد، شهدنا جميعا زيادة في استخدام خدمات معالجة الدفعات لإجراء المعاملات، فهي طريقة سهلة لإرسال الأموال رقميا ودفع ثمن المنتجات بطريقة آمنة وسليمة. وأصبحت هذه الخدمات منتشرة في كل مكان وضرورية للعديد من الشركات والمؤسسات التي تعتمد على البيع عبر الإنترنت مثل "إيباي".
وفي الوقت الحالي، تعد أكثر أنظمة الدفع شيوعا في السوق "باي بال"، "سكوير"، و"فينمو"، ومن المتوقع أن تدر صناعة المدفوعات العالمية أرباحا تقدر بنحو 2.2 تريليون دولار بحلول عام 2020.
ظهر "باي بال" لأول مرة في عام 1998 كطريقة لتحويل الأموال عبر البريد الإلكتروني، وقد اعتبرت هذه الفكرة صعبة تقنيا في ذلك الوقت، حيث كان من الصعب دمج هياكل الدفع الحالية وكان المستخدمون غير متأكدين من أمان التقنية، ومع مرور الوقت تبددت هذه المخاوف بسرعة، واستمرت الشركة في النمو لتصبح رائدة في الدفع عبر الإنترنت.
ولحسن حظ باي بال كان هذا النمو في وقت مناسب، حيث بدأ مجال التجارة الإلكترونية ينطلق بشدة وظهرت منصات مثل "إيباي"، وفي 2002 استحوذت إيباي على جزء من باي بال بقيمة 1.5 مليار دولار واحتفظت به حتى عام 2014، حين قررت باي بال الانفصال عنها واستمرت في النمو لتصل قيمة الشركة 80 مليار دولار.
واستطاعت باي بال أن تتفوق على عمالقة المجال المالي بفضل رؤيتها القوية والبيئة الملائمة للنمو، وسمح النمو السريع في صناعة التجارة الإلكترونية لباي بال لتأمين موطئ قدم قوي في السوق.
ولكن للأسف، لا تزال هناك العديد من العيوب في مدفوعات العملات الورقية ومدفوعات بطاقات الائتمان، مثل زيادة تكلفة الرسوم الخاصة بالمعاملات، وضرورة الحصول على حساب مصرفي وبطاقة ائتمان، وهي مشكلة في أجزاء كثيرة من العالم.
لهذا برزت العملات الرقمية، لحل هذه العقبات، فالعملات الرقمية لا تتطلب وجود حساب مصرفي أو بطاقات ائتمان، وكما أوضح المستشار في شركة "ديلويت"، إريك بسكيني، أن تقنية البلوكتشين مصممة لتمكين الناس بدلا من تمكين الشركات، لذلك فمن الطبيعي أن تكون جوهر هذه التقنية هي الديمقراطية الجماعية.
وبالإضافة لعدم الحاجة للتعامل مع المصارف، لا يوجد وسطاء لتحصيل الرسوم في بيئة العملات الرقمية اللامركزية، وبذلك تعطي البلوكتشين والأصول الرقمية القدرة للناس للسيطرة على أموالهم.
وهناك العديد من المشاريع التي تحاول سد الفجوة وإدراج عملات رقمية في نظم المدفوعات، ولكن هذا أمر يصعب فعله لأنه يتطلب تغييرات كبيرة وإعادة الترميز. وفي هذه النقطة يتجلى دور منصة "أوبن" التي تجعل العملية بسيطة للمطورين والمستخدمين.
تستخدم "أوبن" واجهة برمجة التطبيقات التي لا تتطلب تعلم لغة "Solidity" أو عمل سلسلة معينة، ويمكن لأي شخص تضمين خيار قبول العملات الرقمية كوسيلة للدفع، ويمكن أن تعمل المنصة مع أي شبكة متواجدة بالفعل وقبول عملات رقمية متعددة، وبالتالي تتيح للمطورين منح عملاءهم خيارات فيما يستخدمونه كوسيلة للدفع، واختيار العملة التي يرغبون في قبولها.
وبالتالي يمكن أن تصبح "أوبن" منصة الدفع الرائدة والأولى للعملات الرقمية، وتتبع نفس المسار الذي انتهجته باي بال سابقا، وهو تغيير الطريقة التي ينفق بها الناس أموالهم، إزالة الوسطاء، وإتاحة الفرص لأولئك خارج النظام المالي التقليدي.