investing.com - لدى العملات الرقمية جماهير مستقطبة، فهناك من يدعون أنها بمثابة الثورة الرقمية التي تنتظرها اقتصادات العالم، وهناك من يرفضها على أساس كونها مجرد مخططات للاحتيال. وفي كلتا الحالتين فيوجد العديد من الشركات التي تستفيد من هذه الموجة الصاعدة.
وأحدث هذه الشركات هي "أونيرو ان ايه" والتي أطلقت عملة رقمية تسمى "اندو" بزعم أنها أول عملة رقمية في العالم تم تحسينها لتصبح قيمتها طويلة الأجل.
ويقع مقر شركة "أونيرو ان ايه" في مدينة بوسطن الأمريكية، ويديرها مجموعة متنوعة من المتخصصين في التكنولوجيا، ويرأسها جيم كنت والذي كان المدير المالي لشركة برمجيات تدعى "ايكونيكس" مؤخرا.
وعلى الرغم من وعودها اللامعة كعملة المستقبل، فإن عملة البيتكوين تعاني من تقلبات شديدة في الأسعار، ويقف مؤشر تقلب البيتكوين عند نسبة 2.77% في تقديرات ال30 يوما، ما جعل المستثمرين يبتعدون عن العملة ويبحثون عن خيارات أخرى.
وهنا يبرز دور عملة "انداو"، فهي تواجه عدم الاستقرار الذي يعاني منه السوق من خلال تحفيز المستثمرين على الاحتفاظ بالعملة لفترة طويلة (عام واحد)، وتقوم الشركة بهذا من خلال فرض رسوم إضافية على من يقوم ببيع العملة عند انخفاض سعر السوق، مما يجعل من الصعب تسييل العملة.
ومن جانبها، أطلقت شركة "كوزيمو" الداعمة لعملة "انداو" صندوق تحوط خاص بالعملات الرقمية يركز على شركات التقنية التي تتخصص في تقنية البلوكتشين، الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء، والأمن السيبراني، ويختلف هذا الصندوق عن بقية صناديق التحوط الاعتيادية القائمة على رأس المال الاستثماري في أنه يصدر العملات الرقمية المرتبطة بالشركات المساهمة في الصندوق.
وقد تمكن رأس المال الاستثماري في الشركات الناشئة في النجاح في مجال العملات الرقمية، ففي الفترة الزمنية ما بين ديسمبر 2017 ومارس 2018، جمعت الشركات الناشئة نحو 434 مليون دولار من خلال تمويل رأس المال الاستثماري.
وتظهر عملة "انداو" بمزاعمها حول تحقيق الاستقرار في السوق المتقلب، في الوقت الذي تعاني فيه صناعة العملات الرقمية من العديد من العقبات، فقد تعرضت 46% من عمليات طرح العملة الأولية التي تم إطلاقها في 2017 إلى الانهيار، على الرغم من جمعها 104 مليون دولار، وتم اعتبار 113 مشروع بشبه الفشل.
وإضافة على هذا، فإن لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية تقوم بالتشديد على العملات الرقمية، ورفضت مؤخرا عدة اقتراحات بشأن إصدار صندوق تداول للبيتكوين، كما فرضت غرامة على صندوق تحوط خاص بالعملات الرقمية وعملية طرح عملة أولية بدعوى الاحتيال والتحريف والمبيعات غير القانونية.
وبالنسبة لمزايا البلوكتشين وهيكلها اللامركزي، فهي نقطة خلاف بين العديد من النقاد، ففي يونيو من العام الماضي، نشرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" ورقة أكاديمية قام بها باحثين في جامعة كالياري في إيطاليا، وأوضحت الدارسة أن شبكة الإيثريوم لديها قدرة على نشر مخططات الاحتيال.