investing.com - يتباين موقف الناس تجاه العملات الرقمية المستقرة، فالبعض يراها كالتطور القادم للعملات الرقمية، وآخرين يرونها دليل مثالي على عدم حاجة أي شخص للعملات الرقمية في المقام الأول.
وبشكل أساسي، تعتبر العملات الرقمية المستقرة رموز مميزة تحتوي على آلية للحد من تقلبات سعرها، وعلى عكس العملات الرقمية التقليدية مثل البيتكوين والإيثريوم المربوطة بتقلب السعر، يمكن أن تعتمد العملات الرقمية المستقرة على أربعة أساليب لضمان استقرار قيمتها.
وتعتبر الطريقة الأولى هي الأكثر شيوعا، وهي ربط سعر العملة بأصل مستقر مثل الدولار الأمريكي، وقد نجحت منصتي "جيميني" و"باكسوس" لتبادل العملات الرقمية في الحصول على موافقة من إدارة الخدمات المالية في نيويورك في الأسبوع الماضي لتطبيق هذه الطريقة.
وعلى النقيض الآخر، تعتمد البيتكوين والإيثريوم على عملية التعدين والتي تضمن دقة تقنية البلوكتشين، في حين يتم إنشاء العملات الرقمية المستقرة فقط عندما يقوم شخص ما بشرائهم بواسطة الدولار الأمريكي.
وقامت المنصتين بعقد علاقات مع البنوك لحفظ الدولارات، وتم منحهم تراخيص لتعمل كصناديق مسؤولة عن العملات الرقمية المستقرة، وبدلا من استخدام قوة الحوسبة في تدقيق شبكة البلوكتشين خلال عملية التعدين، يتم توظيف مدققين تابعين لجهات خارجية للمساعدة في ضمان وجود العديد من الرموز المميزة طالما هناك دولارات في حسابات البنوك.
وتتمثل فائدة هذه العملات في أنها وحدة أكثر موثوقية للتبادل من البيتكوين التي تتعرض لتقلبات وتراجع في قيمتها، إذ انخفضت من 20.000 دولار إلى 6480 دولار.
ومن وجهة نظر استثمارية، فإن العملات الرقمية المستقرة لن تصبح مناسبة للاستثمار أفضل من الدولار، ويجادل البعض أنها آلية أسوأ للاستثمار، وهذا لأن هذه الأصول لم تخلق للاستثمار ولكن لتمكين التداول خارج ساعات العمل ورفع حجم المعاملات في شبكة الإيثريوم.
والطريقة الثانية لضمان استقرار السعر هي ترميز بعض النظريات التي تطبقها البنوك المركزية في شبكة البلوكتشين، مثل شبكة "باسيس" التي تتحكم في الأسعار باستخدام الخوارزميات، والتي جمعت نحو 133 مليون دولار من مستثمرين مثل "اندريسين هورويتز" لبناء بنك مركزي لإصدار العملات الرقمية.
وفي هذه الحالة، عندما يرتفع سعر العملة الرقمية، ستقوم الشبكة برفع معدل إصدار عملات جديدة تلقائيا، وتغرق السوق بهذه العملات الرقمية وبالتالي ينخفض سعرها. وعند انخفاض سعر العملة ستقوم الشبكة بشراء أصولها مرة أخرى لتقليل العرض وزيادة السعر.
وفي حالة إطلاق هذا المنتج كما مخطط له، فسيؤدي ذلك إلى دمج سرعة العمل واختراقها للحدود مع استقرار سعر العملة الورقية.
والطريقة الثالثة لضمان ثبات السعر هي العملات الرقمية المدعومة بالعقود الآجلة، والتي اكتشفها الباحث جيمس زدراليك من شركة البرمجيات الألمانية "ساب"، وهي عبارة عن ثلاثة عملات رقمية منفصلة تتعامل كأنها عملة واحدة.
أما الطريقة الرابعة والأخيرة هي ببساطة إنفاق العملات، فإن الهدف الأصلي من العملات الرقمية هي إنفاقها والتعامل بها بدلا من العملات الورقية التقليدية التي تتحكم فيها البنوك المركزية، ولذا فتملك هذه العملات دون إنفاقها يقلل من قيمتها ويقوض فائدتها الأساسية.