investing.com - في يوليو الماضي، تم تخفيض خمسة أصفار من عملة البوليفار الفنزويلي في محاولة لإعادتها تحت السيطرة، مما أثار اقتراحات باستخدام العملات الرقمية لتخفيف الأعباء المالية للدولة. وفي أغسطس الماضي توقع صندوق النقد الدولي وصول معدل التضخم في البلاد إلى مليون في المئة، على الرغم من اعتقاد بعض الخبراء بأن الرقم مبالغ فيه.
ونتيجة لعدم الاستقرار الاقتصادي في البلاد، أوضحت التقارير فرار نحو مليوني مواطن من البلاد هروبا من الأوضاع السيئة بحثا عن الرخاء الاقتصادي وفرص العمل إلى دول أمريكا الجنوبية المجاورة مثل كولومبيا والإكوادور وبيرو والبرازيل.
وسعيا لتحسين الأوضاع، ظهر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على شاشة التليفزيون الوطني وأعلن عن إطلاق عملة رقمية تدعى "البترو"، وتشير التفاصيل الخاصة بهذه العملة أنها مدعومة بنحو 50% من النفط الفنزويلي، 20% من الذهب، 20% من الحديد، و10% من الألماس.
كما أعلن مادورو عن إطلاق الموقع الإلكتروني الخاص بالعملة الرقمية، وعن توفر محفظة البترو الرقمية في متجر "جوجل بلاي".
وأكد مادورو أن العملة ستكون متوفرة للتداول في ستة منصات كبيرة لتداول العملات الرقمية بداء من 1 أكتوبر الماضي. إلا أنه لم يحدد أسماء المنصات التي سيتم بها إدراج العملة، ولم يتم إدراجها في المنصات الشهيرة مثل بينانس، هوبي، أو أوكس.
وذكر مادورو أن جميع مشتريات النفط داخل وخارج البلاد يجب أن تتم عبر هذه العملة الرقمية، وسيتم تطبيق هذه القاعدة على شركات الطيران الدولية التي تشتري النفط كوقود لطائراتها عبر المطارات المحلية في البلاد.
وأضاف مادورو أن البترو سيتم استخدامها كوحدة حساب لدفع الرواتب المحلية والسلع والخدمات، مع استمرار معاناة عملة البوليفار من التضخم المفرط.
ولكن على الرغم من هذه التصريحات، إلا أن الخبراء لا يزالون متشككين حول هذه العملة الرقمية، ففي أغسطس الماضي ادعت وكالة رويترز أنه لا توجد أي علامة فعلية على وجود البترو في فنزويلا، ووصفت مجلة التكنولوجيا والثقافة الأمريكية "ويرد" العملة بأنها حيلة تهدف إلى تغطية فشل الحكومة في استعادة قيمة العملة الرسمية.
وقال مويز ريندون من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية لوكالة فرانس برس أن عملة البترو لا تحظى بأي ثقة ولن تستطيع الحصول عليها.
هذا وقد فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات اقتصادية على فنزويلا، وامتدت العقوبات لتشمل السيدة الأولى سيليا فلوريس، نائب الرئيس ديلسي رودريغيز ، وزير الاتصالات خورخي رودريغيز، ووزير الدفاع فلاديمير بادرينو، وأوضح وزير الخزانة الأمريكية أن الولايات المتحدة ستستمر في فرض ضريبة مالية على المسؤولين عن تراجع فنزويلا المأساوي ، والشبكات والرجال الذين يستخدمونها لإخفاء ثروتهم غير المشروعة.
وردا على هذه العقوبات، نشرت فنزويلا قواتها عبر الحدود الكولومبية فيما اعتبرته واشنطن خطوة شديدة التحريض، وأرسلت تحذيرا صارخا للدولة في الأسبوع الماضي.