investing.com - يستمر الوضع في فنزويلا في التدهور مع تواصل المواطنين في الفرار من البلاد هربا من الأوضاع الاقتصادية المتردية، إذ أشارت التقديرات أن أكثر من 2.3 مليون شخص غادروا بالفعل البلاد التي يبلغ تعداد سكانها 31 مليون نسمة، ومن المتوقع أن يستمر الرقم في الارتفاع.
وتتجه الحكومة الاشتراكية بقيادة الرئيس نيكولاس مادورو إلى ترسيخ حكمها الاستبدادي على البلاد بعد أن وصلت فنزويلا لمستوى من الشتات شبيه بذاك الخاص بسوريا الذي أدى لهجرة السوريين لأوروبا. وبفضل التضخم الهائل الذي وصل إلى 2 مليون في المائة، فاعتبارا من أغسطس الماضي أصبحت فنزويلا فعليا عديمة القيمة.
وساعدت الحكومة في زيادة الوضع سوءا بعد أن فرضت قيود على صرف العملات الأجنبية، مما منع المواطنين من الوصول إلى هذه العملات كمصدر ثابت للقيمة، وهنا يبرز دور العملات الرقمية مثل البيتكوين لتحل الأزمة التي يعاني منها الفنزويليين.
وبدأ الاهتمام بالبيتكوين في فنزويلا في الظهور منذ بضع سنوات عند التعرف على إمكانية تعدين العملة، ونظر لسوق الكهرباء المدعوم في البلاد أصبحت الكهرباء شبه مجانية ولذلك انخفضت تكاليف تعدين البيتكوين، ولكن للأسف قامت الحكومة بقمع عمليات التعدين ووصل الأمر إلى احتجاز الأفراد بدون سبب.
وعلى الرغم من تراجع سعر البيتكوين بنسبة 70% عن أعلى مستوياتها في ديسمبر من العام الماضي، إلا أنها لا تزال أفضل خيار لفنزويلا كمصدر لتخزين القيمة بدلا من عملة بوليفار الرسمية التي تعاني من انخفاض مؤشرها بوتيرة غير مسبوقة.
ولم يكن هذا هو السبب الوحيد لإقبال الفنزويليين على عملة البيتكوين، إذ أوضح الرئيس التنفيذي لشركة "تايركس" للتجارة في الولايات المتحدة، غاليانو تيراماني، أن شركته عقدت العديد من الشراكات مع مواطنين فنزويليين للمساعدة في هروب رؤوس الأموال والحفاظ على ثروات ضحايا هذا النظام، وقام البعض باستخدام البيتكوين في نقل ثرواتهم خارج البلاد.
وأشارت بيانات منصة تداول "كوين دانس" إلى ارتفاع حجم المعاملات بالبيتكوين، وتحويل عملة البوليفار إلى العملة الرقمية داخل فنزويلا ابتداءا من نهاية مارس الماضي وحتى يومنا هذا.
وانعكس نفس النمط في الأرجنتين، التي تعاني أيضا من أزمة اقتصادية وتضخم مفرط، وحاليا تعد عملة البيزو الأرجنتيني ثاني أسوأ عملة أداءا مقابل الدولار في العام الجاري بعد عملة البوليفار، وبالتالي ليس من الغريب أن يلجأ المواطنين في الأرجنتين إلى تحويل عملاتهم الورقية إلى رقمية.
إن الوضع في فنزويلا والأرجنتين يظهر إمكانيات البيتكوين كمخزن ثابت للقيمة خارج تأثير الحكومات لا سيما الأنظمة القمعية، فلا توجد حدود على تحويل العملات إلى البيتكوين وإرسالها في أي وقت لأي مكان، مما يساهم في ارتفاع حجم التبادلات من البوليفار واليبزو إلى البيتكوين.