investing.com - منذ حوالي ثماني سنوات، قرر العالم الفيزيائي الأمريكي، ويل روديك، أن يبدأ مشروع عملة مجتمعية محلية بعد أن رأى فرصة لتحفيز النشاط الافتصادي في الأحياء الكينية الفقيرة التي كانت معزولة إلى حد كبير عن النظام المالي الرسمي.
وفي عام 2013، أطلق روديك عملة "بانجالا بيزا" في حي مومباسا الفقير مترامي الأطراف المعروف باسم بنغلاديش، وردت الحكومة على هذا المقترح بإلقاءه في السجن بتهمة التزوير، وتم إسقاط التهم في وقت لاحق.
وحاليا هناك ستة مجتمعات صغيرة تمتلك عملة محلية "بيزا"، ويستخدمها أكثر من 1200 شركة ومدرسة. ووفقا لروديك فإن هذه العملة المحلية حققت فوائد ملموسة للمجتمعات مثل استمرار بقاء الأطفال في المدارس بعد أن تمكن آبائهم من دفع الرسوم، وتحسين الأمن الغذائي بفضل إمكانية شراء المواد الغذائية بوساطة هذه القسائم، وزيادة التجارة المحلية.
ومع نجاح قسائم "جاتينا بيزا" بدأت العملة تتحول إلى التشفير، وتصبح رمز رقمي يعتمد على تقنية البلوكتشين الشهيرة، وتعمل شركة "بانكور" الناشئة على تمويل هذا المشروع، لإثبات أن التشفير مناسبا لأنشطة أخرى بعيدا عن المضاربة والتجارة غير المشروعة، وأن العملات الرقمية يمكن أن تكون أساسا للإدراج المالي والتحفيز الاقتصادي للفقراء.
ومن ضمن الجهات التي استخدت هذه العملة مركز "سيفا" التعليمي للأطفال في نيروبي، ومديره فرانسيس وانجالا، الذي استغل هذه العملة في دعم مدرسته، إذ تم منح كل المشاركين في التجربة من هذه العملة الرقمية ما يعادل 400 شلن أي حوالي 3.93 دولار، لإنفاقهم في الشركات المحلية، وقام وانجالا بشراء الخضار والسكر والمكونات الغذائية الأخرى للمدرسة بواسطة هذه القسائم.
ولم يقتصر الأمر على شراء مكونات غذائية للمدرسة وحسب، إذ سمح وانجالا للآباء بسداد رسوم أطفالهم بواسطة العملة المحلية، لتصل نسبتهم إلى 20%، ما يعني انخفاض في معدل تسرب الأطفال من المدراس. وأوضح وانجالا أن معظم الآباء يديرون أعمالا صغيرة لذا فإن هذه العملة المحلية يمكن أن تساعدهم.
وأوضح روديك أنه لا يحاول خلق عملة جديدة، بل يهدف فقط إلى سد الفجوة في المجتمعات التي تعاني من انخفاض الدخل ونقص في الأموال، واستخدام القسائم كإعتمادات للحفاظ على تدفق التجارة المحلية في السلع والخدمات الأساسية.
وأضاف روديك أنه بدأ العمل مع "بانكور" بعد ارتفاع عدد المشاركين في استخدام هذه العملات المحلية، أملا في التوصل لحل لربط كل هذه العملات المحلية في كينيا ببعضها البعض. وتم إنشاء تطبيق المال المحمول "M-Pesa" والذي يسمح لمستخدميه بدفع عملات "بيزا" مقابل معظم السلع في كينيا عن طريق الهاتف المحمول، بعيدا عن الحسابات البنكية والنظام المصرفي الذي لا يستخدمه معظم سكان كينيا الفقراء.