investing.com - على عكس البيتكوين، التي شهدت ارتفاعا صاروخيا في أواخر العام الماضي لتصل قيمتها ما يقارب 20.000 دولار، وحاليا وصل مستواها إلى 6200 دولار، ظهرت فئة جديدة من العملات الرقمية تهدف إلى الحفاظ على استقرار قيمتها تدعى "العملات المستقرة".
وقد تبدو فكرة عملة رقمية لا يتقلب سعرها أبدا غير منطقية للعديد، وخاصة بالنسبة للمتداولين الذي يسعون إلى تحقيق ربح من خلال تقدير قيمة العملة الرقمية، ولكن الكثيرون في هذه الصناعة مؤمنين بأن تطور وانتشار العملات المستقرة عاملا أساسيا للمستثمرين النشطين، ويمكن أن يمثل نقطة انطلاق حاسمة للعملات الرقمية كمستقبل المال.
وعلى مدار الأشهر الأخيرة، تم إطلاق أو الإعلان عن عشرات من مشاريع العملات المستقرة، مثل "باكسوس"، "ترو يو اس دي"، "هافن" و"داي"، وتشترك هذه المشاريع في غطاء سوقي يصل إلى أكثر من 2.3 مليار دولار وفقا للموقع الإلكتروني الشهير "كوين ماركت كاب".
وفي سبتمبر الماضي، أعلنت منصة تداول العملات الرقمية "جيمني" عن عملة "جيمني دولار" ، وفي وقت سابق من الشهر الماضي قالت شركة المدفوعات "سيركل" أن عملتها المستقرة المدعومة بالدولار ستكون متوافرة على واحدة من أشهر منصات التداول الأمريكية "كوينباس".
وقال كبير مسؤولي التكنولوجيا في منصة "كوينباس"، بالاجي سرينيفاسان، إن العملات المستقرة أظهرت فعليا بعض إمكانيات التشفير المعلن عنها منذ بدء هذه الصناعة، وتتيح القيام بمدفوعات صغيرة جدا عابرة للحدود بسرعة كبيرة بشكل شفاف.
ويعكس ربط هذه العملات المستقرة بالدولار المرحلة التالية من التطور في مستقبل المال، لأن هذه الأصول الرقمية تأخذ أفضل صفات الدولار مثل العالمية والموثوقية، وتجمعها بالقدرات التكنولوجية الجديدة الموجودة في عالم التشفير.
ولا يقتصر دور العملات المستقرة على تمكين المدفوعات السريعة وحسب، بل تسمح أيضا بأنواع جديدة من التطبيقات والخدمات المالية غير المعتمدة على النظام المصرفي. كما يمكن أن تنشأ علاقات اقتصادية جديدة تماما في شكل عقود اقتصادية رقمية تفرض نفسها، وعلى الرغم من أن البيتكوين قد أعطت نفس الوعد، إلا أن فرصة العملات المستقرة أكبر في تحقيق هذه التطلعات.