Investing.com - في ظل الهبوط الشديد في قيمة البيتكوين وغيرها من العملات الرقمية الأخرى، يتخذ معظم العالم موقف المتفرج بعيدا عن الدخول في هذه الصناعة المضطربة، ولكن الأمر مختلف بالنسبة لعملاق وول ستريت "غولدمان ساكس" الذي يسعى لدخول هذا المجال.
وكان عدد متزايد من عملاء المؤسسة المالية الصخمة قد بدأوا بنشر استفساراتهم حول إمكانية العثور على ملاذ آمن لعملاتهم الرقمية، ولكن البنك لم يحقق أي تقدم في مميزات خدمات الوصاية للبيتكوين وغيرها من العملات الرقمية وفقا لصحيفة "بلومبرغ".
وفي مؤتمر بنيويورك، أوضح رئيس أسواق الأصول الرقمية لغولدمان ساكس، جوستن شميدت، أن البنك لا يقدم خدمات الوصاية على الأصول الرقمية، معللا ذلك بالتزام البنك باللوائح الحكومية. تلك اللوائح التي لطالما شكلت حاجزا أمام المؤسسات المالية من الدخول في هذا القطاع.
وأضاف شميدت أن عملاء البنك طالبوا بتقديم خدمات الوصاية على الأصول الرقمية، من أجل الحفاظ على مفاتيحهم الخاصة وتخزين أصولهم في مكان آمن، في ظل انخفاض نسبة الأمان في منصات التداول الحالية.
وفي حين أن غولدمان ساكس لا يقدم خدمة مباشرة لتخزين الأصول الرقمية لعملائه، إلا أنه بذل جهودا للدخول إلى هذه الصناعة الناشئة من خلال الاستثمار في الشركة المقدمة لخدمات الوصاية "بيتجو". وفي أكتوبر الماضي كان غولدمان ساكس أول من قام بإلغاء العقود الآجلة للبيتكوين والتي تقدمها "Cboe" و"CME"، مما يدل على ميل البنك إلى الدخول في سوق التشفير حتى مع انخفاض الأسعار الحالي.
وفي العام الماضي، انتشرت شائعات مفادها أن البنك تدرس إمكانية فتح مكتب لتداول العملات الرقمية مما أثار الجدل في سبتمبر الماضي.
ولا تعد غولدمان ساكس، المؤسسة المالية الوحيدة التي تسعى لدخول قطاع التشفير، فهناك مؤسسة "VanEck" التي في خضم إنشاء صندوق تحوط لتداول البيتكوين، وشركة "فيدالتي" التي أعلنت في الشهر الماضي دخولها في هذا المجال، وأيضا منصة "انتركونتنيال" التي أعلنت عن إنشاء منصة "باكت" لتداول وتخزين الأصول الرقمية.
وأشار شميدت أن توسع المؤسسات المالية التقليدية في مجال التشفير يفرض مزيد من الضغط على جولدمان ساكس من أجل اللحاق بالركب وتوفير خدمات وصاية تلبية لطلبات عملائه المتزايدة. مؤكدا أن المسار الهبوطي الذي شهده السوق على مدار العام الجاري يعتبر صحيا بالنسبة لهذه الصناعة ويزيل الكيانات الفاسدة وغير المرغوب فيها.