investing.com - بعد أن ظهرت العملات الرقمية على الساحة، نشأت صناعة كاملة للاستفادة من هذه الأصول الجديدة، ما بين القائمين على إصدار هذه الأصول إلي الشركات التي تصدر تطبيقات برمجية خاصة بالمحافظ الرقمية وصولا لصناديق التحوط للاستثمار في هذه الأصول، وحرفيا يتم سكب مليارات من الدولارات في جميع أنحاء العالم إلى هذه الصناعة الناشئة.
ورغم كل هذه الجهود إلا أن العملات الرقمية تفشل فشلا ذريعا، وانتهى الأمر بأغلبية العملات الرقمية في أن تموت وتدرج على قائمة موقع "deadcoins"، وحتى أهم وأول عملة رقمية في العالم "بيتكوين" فقدت 80% من قيمتها.
ومن ضمن أسباب فشل هذه العملات هو المفاهيم الخاطئة لها مثل:
أولا العملات الرقمية ليست أصول منتجة للدخل:
على عكس الأسهم والتي يمكن تقدير قيمتها من خلال الأرباح، فإن العملات الرقمية لا توفر أي دخل لمالكها، ولكونها لا تحقق أرباح فلا يمكن تحديد سعر معقول لها. أما بالنسبة لمن يرون أنهم "يملكون التقنية" فهم على خطأ لأنهم ببساطة على يحصلون على أي ربح عند استخدام شخص ما لهذه التقنية.
ثانيا العملات الرقمية ليست سلعة:
عادة ما يتم استهلاك السلعة مما يؤدي لزيادة الطلب عليها، على سبيل المثال سلع البترول والقمح بمجرد استهلاك مخزونها يجب أن يتم توفير مخزون آخر. ولا تنطبق هذه الفكرة على العملات الرقمية إذ لا يوجد عليها طلب بالمعنى الاستهلاكي، ولا يتم انتهاء مخزون العملة بمجرد إجراء معاملات، ويمكن إعادة استخدامها مرارا وتكرار وبالتالي يمكن تلبية الطلب من العملات المتواجدة بالفعل.
ثالثا العملات الرقمية ليست مخزن للقيمة:
ادعى بعض مشجعي التشفير أن العملات الرقمية مخزن للقيمة بمعنى أنه إذا استثمر شخص 1000 دولار كقيمة في سوق التشفير اليوم سيتمكن من استرجاع نفس المبلغ في المستقبل من خلال بيع عملاته الرقمية، ولكن هذا الأمر يتناقض مع الطبيعة المتقلبة لأسعار الأصول الرقمية.
رابعا العملات الرقمية عملات غير محمية ولا يمكن التحكم فيها:
نظرا لطبيعة هذه الأصول اللامركزية فلا توجد هيئة حكومية لتوسيع أو تضييق العرض والطلب لمواجهة الأحداث المتغيرة، ولا توجد آلية لمنع التلاعب في الأسعار على نطاق واسع. وبمجرد إصدار العملة الرقمية لا توجد طريقة للسيطرة عليها ويصل بها الأمر في نهاية المطاف إلى الفشل والموت.