investing.com - لقد أصبحت العملات الرقمية أصول مناسبة للاستثمار منذ بداية ظهور البيتكوين وإصدارها، وفي نهاية العام الماضي جذبت هذه الأصول انتباه كبار المستثمرين بعد أن وصلت لمستويات قياسية. وارتفعت البيتكوين إلى قيمة تقارب من 20.000 دولار في ديسمبر الماضي.
ولكن المسار الصعودي لم يستمر طويلا، إذ أعقب الارتفاع الصاروخي انخفاض مماثل في القوة في بدايات العام الجاري، وفقدت البيتكوين 80% من قيمتها ويتم تداولها حاليا بسعر 3428 دولار.
وبالإضافة إلى البيتكوين، شهدت العملات الرقمية الأخرى مثل الريبل والإيثريوم انهيارا مماثلا، وفقد سوق التشفير بأكمله نحو 700 مليار دولار.
لم يكن من المفترض أن يصبح انهيار سعر العملات الرقمية أمرا مفاجئا، نظرا للتحذيرات التي أصدرها العديد من المستثمرين المشهورين والخبراء الماليين، على سسبيل المثال وصف المليادير الشهير "وارن بافيت" البيتكوين بأنها "سم فئران"، وأعرب الخبير الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل، روبرت شيلر، عن رأيه في أن العملات الرقمية مجرد "بدعة". وحذر كلاهما من أن البيتكوين في مرحلة الفقاعة ومن شأنها أن تنهار في أي وقت.
واستشهد المراقبين للسوق بالعديد من العوامل التي من الممكن أن تساهم في الضغط على أسعار العملات الرقمية وانخفاضها، على سبيل المثال أوضح تقرير "بيزنس انسايدر" أن جولدمان ساكس ألغى خططه لافتتاح مكتب لتداول العملات الرقمية بسبب عدم وضوح الإطار التنظيمي في السوق.
وبدأ العديد من الجهات التنظيمية حول العالم في فرض مزيدا من التدقيق حول الأعمال المتعلقة بالتشفير، ففي يونيو الماضي فرضت هيئة الخدمات المالية اليابانية أوامر بتحسين الأعمال لستة من منصات تداول العملات الرقمية، بعد أن وجدت تدابير منع غسل الأموال وعمليات معرفة العملاء الخاصة بهم غير كافية.
وفي سبتمبر الماضي، سمح قاض فيدرالي في نيويورك باستخدام قانون الأوراق المالية للولايات المتحدة لمقاضاة قضايا الاحتيال التي تنطوي على العملات الرقمية، وأصدرت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية غرامات إلى شركتين من الشركات الخاصة بالعملات الرقمية.
وعلى الصعيد الآخر، تزايدت الشكوك والتساؤلات حول مدى أمان معاملات العملات الرقمية بعد أن تم اختراق منصة تداول للعملات الرقمية في كوريا الجنوبية تدعى "كوينريل"، وقام القراصنة بسرقة 30% من العملات الموجودة بها في يونيو الماضي. وفي الشهر نفسه تعرضت منصة أخرى من كوريا الجنوبية "بيتثامب" للاختراق وتم سرقة حوالي 30 مليون دولار من العملات الرقمية.
ولكن المستثمرين لا يزالون على أمل بأن ينمو السوق مرة أخرى، وتنتعش أسعار العملات الرقمية التي يحتفظوون على مدار ثلاث إلى خمس سنوات مقبلة، في الوقت الذي يستمر فيه الخبراء بالتحذير من انخفاضات مستمرة للعملات الرقمية، وآخرين ينصحون الناس بالاستثمار في أكبر خمس عملات رقمية في السوق وبنسبة 5% فقط من إجمالي المدخرات.