Investing.com - سجلت العملات المشفرة حالة كبيرة من الارتفاع والمكاسب الكبيرة خلال عام 2017 الماضي، حيث تمكنت العملة المشفرة بيتكوين من الوصول إلى أعلى مستوياتها عند 20 ألف دولار، وذلك خلال شهر ديسمبر من العام الماضي.
ومع بداية عام 2017 كان يتم تداول العملة الرائدة عند ألف دولار تقريباً، وخلال الأشهر التالية من هذا العام بدأت تتزايد العملة ولكن بشكل نسبي حتى تجاوزت 5 آلاف دولار، وذلك بالتزامن مع بعض التحذيرات التي أطلقتها العديد من الدول حول العالم مثل الصين وروسيا وغيرها بشأن مخاطر تلك العملات، ولكن العملة التي تعد أكبر عملات سوق العملات المشفرة من حيث القيمة السوقية وحجم التداول لم تتأثر بتلك التحديات وباتت ترتفع إلى أن وصلت إلى عشرة آلاف دولار.
ولكن مع بداية عام 2018 الجاري سلكت العملة المشفرة بيتكوين مساراً هبوطياً، الأمر الذي دفعها إلى أن تسجل مستويات لم تكن تسجلها من قبل، حيث باتت تتداول عند مستويات أقل من 3500 دولار، وبفضل أنها المسيطرة على السوق ونسبة هيمنتها تصل إلى 55 %، فقد تراجعت القيمة السوقية الإجمالية لجميع العملات إلى 115 مليار دولار.
ومع خسارتها نحو 70% من قيمتها خلال العام الجاري، إلا أن بعض الخبراء يؤكدون أن هذه العملة المشفرة تشهد تطوراً ملحوظاً منذ أن تم إطلاقها قبل 8 أعوام، حيث قالوا بأن أحد المطورين قد قام بإنفاق نحو 10 آلاف وحدة من البيتكوين لشراء البيتزا، موضحين أن هذا المبلغ كان يمكنه شراء سلسلة من محال البيتزا وفقاً للقيمة الحالية للعملة.
ويرى بعض محللي السوق أن فقاعة 2017 كانت ضربة من قبل المطورين وغاسلي الأموال وقتلة مأجورين وتجار مخدرات، وهذا الأمر يتضح في هبوطها من حوالي عشرين ألف قبل عام إلى أقل من 3500 دولار خلال الأيام الحالية، الأمر الذي يؤكد أن هذه الطفرة ما هي إلا فقاعة وانفجرت بالفعل.
وخلال الشهر الجاري أوضحت بعض التقارير أن العديد من الشركات الناشئة الموجودة في سوق العملات المشفرة اضطرت إلى إعلان إفلاسها بسبب الانخفاض الكبير في سوق العملات المشفرة، وعلى سبيل المثال شركة "إي تي سي ديف"، وعلى الجانب الأخر قررت شركة "كونسين سيز" تخفيض نسبة الطاقة بها إلى 13 %.
وأشار موقع "كريبتو كارنسيز نيوز" إلى أن البيتكوين على مدار السنوات الماضية استغرقت نحو 67 أسبوعاً للتعافي من حالات التصحيح الرئيسية، وهذا الأمر يدل على أن انتعاش العملة من جديد سيكون خلال الربع الثاني من عام 2019 القادم.
وعلى الجهه الأخرى يرى بعض الاقتصاديين في السوق المالي العالمي مثل "وارن بافيت" أن العملة المشفرة بيتكوين لا تساوي أي قيمة مهما وصل سعرها إلى مستويات قياسية، كما قال بنك التسويات المالية أن تلك العملة المفترضة ما هي إلا خليط يجمع بين الفقاعة ومخطط بونزي الاحتيالي والكارثة.