investing.com - تتشابه التبادلات التقليدية ومنصات تداول العملات الرقمية في فكرتها الأساسية التي تتعلق بتيسير التداول لآلاف من المستخدمين، ولكنهما يختلفان بشكل جذري فيما يتعلق بطريقة العمل. إن التبادلات التقليدية تنفذ التداولات بين الأوراق المالية فقط، وهي لا تلعب دور الوسيط أو حراسة الأصول.
أما منصات تداول العملات الرقمية فتقوم بالتبادلات عبر شبكة البلوكتشين وتخزن الأموال في محفظة رقمية، وعلى الرغم من أن منصات التداول تفتقر إلى التقنين بشكل كبير، إلا أنها تؤدي خدمات متعددة في مكان واحد.
إن منصات التداول المركزية مثل "بينانس" و"أوكس" تستخدم العديد من الخدمات اللازمة لتنسيق تداول الأصول الرقمية، فكل منصة تبادل تستخدم محرك التطابق للمطابقة ما بين البائعين والمشترين، وتتحقق من الحسابات وتعالج المعاملات. وعلى العكس تؤدي التبادلات التقليدية خدمة واحدة وحسب وهي إجراء عملية التداول من خلال محرك التطابق.
ويشرح رئيس تطوير الأعمال في شركة "FBG ONE"، شين موليدور، دور منصات تداول العملات الرقمية باعتبارها أكثر تشابها من المنصات الشاملة التي تقوم بكل الأدوار من التبادل إلى وكالة المقاصة حتى خدمات الوصاية، بدلا من مجرد أن تلعب دورا واحد فقط لتبادل الأموال.
وضرب موليدور المثل بمنصة "كوينباس"، ففي حالة إيداع المستخدم لعملة بيتكوين وإصدار أمر بالبيع أو الشراء، تقوم المنصة بالعمل كوسيط وتقدم هذا الأمر إلى محرك التطابق، وحين يتواصل كل من البائع والمشتري تتم إجراء المعاملة على الفور.
وهذه الاختلافات بين منصات التداول والتبادلات التقليدية هي ما تجعل مستثمري وول ستريت التقليدين غير مرتاحين بشأن استخدام العملات الرقمية، وهناك فرق آخر يكمن في كيفية تفاعل منصات التداول والتبادلات التقليدية مع البيانات، فالتبادلات التقليدية تعتمد على مراكز البيانات الضخمة ذات التواجد الفعلي على أرض الواقع، في حين تعتمد منصات التداول على الخدمات السحابية مثل خدمات "أمازون ويب".
ومع تواجد المزيد من التدقيق التنظيمي في سوق التشفير، فمن الممكن أن يتم فصل خدمات منصات التداول عن بعضها البعض من أجل توفير حماية أفضل للمستثمرين من عمليات الاحتيال وغيرها من المشاكل، وإعطاء هذه المنصات شرعية قانونية.