investing.com - تواصل عملة البيتكوين تراجعها في الآونة الأخيرة، بعد الانهيار الحاد الذي شهدته منذ بداية العام الماضي، ويمتد تأثير هذا التراجع ليصل إلى عملية تعدين العملة إذ أصبحت تكلفة هذه العملية والطاقة المستهلكة تفوق بكثير قيمة البيتكوين.
جاءت نقطة التحول في شهر نوفمبر الماضي، عندما انخفضت البيتكوين إلى أقل من 6500 دولار، وانزلقت إلى مستويات متدنية جعلت العديد من القائمين بالتعدين يوقفون عملياتهم.
وتعليقا على هذا الوضع، قال المحاضر الأقدم في الشؤون المالية بجامعة مانشستر متروبوليتان، غافن براون، إن سعر البيتكوين وتراجعه إلى أقل من 3400 دولار، هو أقل من متوسط تكلفة التعدين التي بلغت 4060 دولار في الربع الرابع من العام الماضي.
وأوضح براون أن هذا الوضع يؤثر سلبيا على صناعة تعدين العملة ولكنه لا يعني انتهاء البيتكوين، على الأقل على المدى القصير. وعلل براون وجهة نظره بأن تكلفة أجهزة التعدين غير باهظة مما يعني أن القائمين بالتعدين قد يستمرون في هذه الصناعة لفترة أطول من المتوقع.
وأكد براون على أن استمرارية وضع صناعة التعدين على هذه الشاكلة قد يؤدي إلى انسحاب العديد من الشركات، مما سيؤثر على سعر العملة سلبيا ويوثر على حجم وعمق مجتمع تعدين البيتكوين ويضعف من اللامركزية في كتلة البيتكوين، هذا لأن انسحاب القائمين بالتعدين لن يكون بالتساوي جغرافيا بل ستشهد المناطق ذو التكلفة المرتفعة للكهرباء عمليات انسحاب أكثر، مقارنة بالتعدين منخفض التكلفة في الصين والذي يصل إلى 1260 دولار لكل عملة بيتكوين.
وأضاف براون أن هذه النظرية ستؤدي إلى زيادة مركزية في مجتمع تعدين البيتكوين في الصين، الذي يصل حاليا إلى 74% من تعدين البيتكوين عالميا، ويزيد من مخاطر تعرض البيتكوين إلى هجمات إلكترونية.
وتوقع براون أن يستمر انخفاض سعر البيتكوين لفترة طويلة، ولكنها ستظل العملة الرائدة في سوق التشفير بسبب إمكانياتها، كما يتضح من هيمنة البيتكوين على حوالي 50% من السوق.