investing.com - شهدت باريس في الأسبوع الماضي وتحديدا في يومي الثلاثاء والأربعاء انعقاد منتدى باريس للتكنولوجيا المالية "فينتك"، الذي يعتبر أحد أكبر التجمعات السنوية من نوعها في أوروبا. حضر المنتدى حوالي 3000 شخص من رجال الأعمال والمستثمرين والمصرفيين والمشرعين فيما كان قديما مقر بورصة باريس.
شارك في المنتدى العديد من الشخصيات البارزة في عالم التمويل التقليدي مثل المدير الإداري لصندوق النقد الدولي، كريستين لاجارد، الشريك المؤسس لشركة "كاب باج"، كاثرين بيتراليا، محافظ بنك فرنسا، فرانسوا فيليروي دي غالها، والمدير العام للاستقرار المالي في المفوضية الأوروبية، أوليفييه غوسترنت.
تناول المنتدى عدة موضوعات أهمها صناعة العملات الرقمية وتقنية البلوكتشين، في ظل فترة الكساد الطويلة التي حلت بالسوق منذ العام الماضي. وقال الرئيس التنفيذي لشركة "ثالير وان" السويسرية، ويل أندريتش، إنه كاد يخسر فريق عمل الشركة بالكامل لصالح صناعة العملات الرقمية في العام الماضي.
ولكن بحلول العام الجاري، لم توجد مشكلة من هذا القبيل، بسبب تراجع أكبر عشرة عملات رقمية في السوق بنسبة 80% من قيمتهم خلال ال12 شهرا الماضيين وتصاعد الشكوك حول هذه الصناعة المالية الجديدة.
وبسبب وضع سوق التشفير المتردي، استنتج العديد من المحترفين في قطاع التكنولوجيا المالية أن تقنية التشفير قد لا تكون جاهزة لتصل إلى مرحلة الذروة بعد، خاصة في ظل تعرض الصناعة لرقابة شديدة.
وبدلا من الترويج لصناعة التشفير، ركز منتدى باريس على العودة إلى الأساسيات المصرفية، وأقيمت العديد من الجلسات الحوارية المتعلقة بالمقرضين الذين لا يملكون فروعا قائمة بذاتها. وتوقع المستثمرون المشاركون أن يكون عام 2019 عاما لافتا من حيث الصفقات المالية.
ومع مطالبة قانون المدفوعات الجديد في أوروبا للبنوك بمشاركة بيانات حسابات العملاء مع شركات التكنولوجيا المالية، يرى العديد أن ليس هناك حاجة للتعامل مع تقنية التشفير.
وبرزت هذه الآراء في المواجهة ما بين الرئيس التنفيذي لشركة "سويفت"، جوتفريد ليببراندت، والرئيس التنفيذي لشركة "ريبل"، براد جارلينجهاوس. أوضح جارلينجهاوس أن تقنية التشفير قادرة على صناعة نظام للمعاملات المالية أفضل من نظام "سويفت" وأسرع وأرخص.
في حين قال ليببراندت إن "سويفت" تتبع أحدث المعايير في عالم المعاملات المالية، وتسمح للعملاء بالقيام بالمدفوعات المالية مثل حزمة "فيديكس" مع تقليل الوقت اللازم إلى ساعات. وأوضح ليبراندت أن 60% من المؤسسات المالية حول العالم تستخدم تقنية "سويفت" بالإضافة إلى تبنيها من قبل الجهات التنظيمية.
وأضاف ليبراندت أن البنوك غير جاهزة لنموذج من الأعمال تقوم فيه بتحويل العملات الورقية التقليدية إلى عملات رقمية والعكس، مؤكدا على أن فوائد استخدام تقنية البلوكتشين لم تتضح بعد لصناعة التمويل التقليدية.