investing.com - تقول الأسطورة الشعبية أن قراصنة القرن السابع عشر قاموا بدفن ثرواتهم في رمال جزر الكاريبي للتأكد أن لا أحد سيصل إليها. كان هذا شكلا بدائيا للأمن تحت شعار كلما كان الوصول للأموال صعبا كلما كان ذلك أفضل.
ومع مرور الأيام، نجد أن هناك تناسخ لهذه الممارسة بشكل غريب ليصبح الأسلوب المهيمن في تأمين الثورات في عالم العملات الرقمية، إذ يستخدم الناس طريقة "التخزين البارد" وهي تتمثل في تخبئة المفاتيح الخاصة التي تمنح الوصول للبيتكوين وغيرها من العملات الرقمية في أجهزة كمبيوتر غير متصلة بالإنترنت لتكون بمأمن من المخترقين، والبعض يكتب هذه المفاتيح على ورقة ويخزنوها في صناديق ودائع آمنة لحمايتها من اللصوص، ووصل الأمر بالناس إلى أن البعض قام بدفن هذه الورقة داخل جبال جرانيت.
بالنسبة للتخزين البارد فهو يعتبر طريقة غير مثالية، ليس فقط لأن بعض المشرفين قد يفقدون أموال المستخدمين مثل ما حدث في منصة التداول الكندية "QuadrigaCX"، ولكن لأن هذا النهج يسلب مفهوم سهولة الاستخدام من العملات الرقمية.
ويعيق تجميد الأصول الرقمية بهذه الطريقة المتدولين من الاستفادة من التقلبات المتواترة والسريعة في سوق التشفير. ومع تحول التكنولوجيا من مرحلة التكهنات والمضاربة إلى مرحلة المنافع، سوف يعيق التخزين البارد المتداولين من المشاركة فيما يسمى بشبكات التشفير الاقتصادي وأنظمة الحوافز المالية المصممة لدعم وتحسين مشاريع البلوكتشين.
كما إن المستثمرين الذين يفشلون في القيام بأدوار في هذه الشبكات سوف يخسرون الكثير، ويصف الرئيس التنفيذي لشركة "انكور لابس"، ناثان ماكولي، هذا الوضع بامتلاك أسهم تقليدية وعدم القدرة على تحقيق أرباح.
ويمكن أن يؤدي التبديد المحتمل في حالة التخزين البارد إلى عواقب قانونية في نهاية المطاف، وأوضح محلل في شركة "ساتيس جروب"، شيرون دولات، أن الشركاء في صناديق الاستثمار قد يفكرون في عدم المشاركة في المشاريع التشفيرية كخرق للواجب الائتماني، وبعبارة أخرى يمكن تفسير هذا الفعل على أنه إهمال.
ومن جانبه، يري المستثمر في شركة "أندرسين هورويتز"، كريس ديسكون، أن المشاكل المتعلقة بطرق تخزين العملات الرقمية تعد من العوائق الأساسية أمام تقدم صناعة التشفير.