Investing.com - بائسين من أجل الصمود خلال فترة الكساد التي يمر بها سوق التشفير، يتجه مستثمري العملات الرقمية إلى مجموعة الأدوات المالية لتحقيق بعض المكاسب بالطرق التقليدية. وبدأوا في بيع المشتقات المرتبطة بالعملات الرقمية للحصول على ربح من الأصول التي انخفضت قيمتها.
إن احتياج المستثمرين لتحقيق بعض المكاسب شديد لدرجة أن المشاريع التشفيرية التي يديرها مطوري البرمجيات وخبراء التكنولوجيا أصبحوا يتفاوضون مع بعض المحترفين الماليين من عالم وول ستريت لمساعدتهم على تقديم منتجات توفر الأرباح.
ما يعانيه الجميع الآن في سوق التشفير هو تكلفة البقاء في السوق بعد حالة الجنون التي شهدها في 2017 مع ارتفاع سعر البيتكوين بنسبة 1400%، والآن انتهت حالة الجنون وفقدت أكبر عملة رقمية في السوق 80% من قيمتها.
ولذا يتعين على الشركات التي جمعت الأموال في عام 2017 والقائمين بالتعدين الذين ينتجون عملات رقمية جديدة ويتحققون من المعاملات أن يكونوا مبدعين من أجل الحفاظ على مكانتهم في السوق، ومن هنا ظهرت تجارة بيع مشتقات العملات الرقمية التي حظيت بشعبية كبيرة بين المستثمرين.
ومن ضمن الشركات الرئيسية في هذه التجارة "QCP Capital" و"اكونا كابينال"، وهم عبارة عن محترفين سابقين في سوق وول ستريت الذين تركوا التداول التقليدي للعملات الرقمية واتجهوا إلى مشتقاتها.
وأسفرت المقابلات مع عشرات التجار والمستثمرين من نيويورك إلى سيدني عن مجموعة متنوعة من التقدرات بشأن حجم مبيعات هذه التجارة تتراوح من 125 مليون دولار إلى 500 مليون دولار شهريا، واختلفت وجهات النظر حول اللاعبين الأساسين في السوق بين المتداولين المحترفين والقائمين بالتعدين.
وعلى الرغم من أن هذه التجارة نمت بسرعة، إلا أن بعض المتداولين يشكون من قيود مرهقة، وأوضح المؤسس المشارك لشركة "GSR"، ريتش روزنبلوم، أن عدم وجود معايير للسوق أدى إلى مطالبة الأطراف المقابلة بضمانات أكثر بكثير مما هو مطلوب لخيارات عملات تقليدية مقبولة على نطاق أوسع.
ومازاد الطين بلة هو تراجع مستوى التقلبات في سوق التشفير في الأشهر الأخيرة، والذي يعد شريان الحياة لتجارة المشتقات، جاعلا هذه التجارة أقل جاذبية وفقا للرئيس التنفيذي لشركة "بيتسبريد"، سيدريك جينزون.