investing.com - منذ ظهورها، تعاني صناعة العملات الرقمية من العديد من الانتقادات ومن ضمنهم فكرة العدمية، إذ وصف الصحفي مارتن والكر العملات الرقمية بالسندات الصفرية، وهي سندات لا تدفع أي عوائد ولا يتم سدادها، وهو نوع متطور من العدم من المنظور المالي.
وربما قد تستند العملات الرقمية إلى فكرة العدم ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنها عديمة القيمة، فهذه الأصول تقدم قيمة بناء على ارتباطها بلا شيء بدلا من العملات التقليدية المربوطة بشيء ما، مما يجعلها نادرة ومميزة.
ومقارنة بالعملات الرقمية، تمتلك الأدوات المالية التقليدية والعملات الورقية نسب أمان واستقرار أعلى، فالأوراق المالية لديها قيود يمكن استخدامها لنمذجة المخاطر وتحديد القيمة، ويتم إصدار السندات من قبل المقترضين ذوي الثقة العالية وتوفر تدفقات نقدية يمكن التنبؤ بها ومواعيد استحقاق محددة عندما يتم تحويلها إلى أموال، أما الأسهم فتقدم تدفقات نقدية أقل قابلية للتنبؤ تأتي في شكل أرباح حسب أداء الشركة. وفي حالة العملات الورقية، تتحقق القيمة من خلال شراء السلع والخدمات وهو ما تسعى العملات الرقمية لتحقيقه.
وفي كل هذه الحالات السابق ذكرها، تكون قيمة الضمان مقيدة جزئيا بالحقائق على الرغم من التقلبات في الأسواق المالية، إذ يمكن أن تقدم الأسهم عالية المخاطر مكاسب كبيرة مع وجود الشركة نفسها كشيء يرسخ قيمتها، ونادرا ما تقدم السندات عائدات عالية ما لم يتم شراؤها بقيم متعثرة، أما العملات الورقية فترتكز على القوة الشرائية لهذا فهي لا تمتلك أي قيمة في مكان غير مأهول بالسكان.
ولكن في حالة العملات الرقمية وخاصة عملة البيتكوين لا يوجد شيء يدعم العملة أو يرسخ قيمتها مثل نماذج التدفقات النقدية، وبالتالي تعتبر البيتكوين مثال نادر لضمان غير مقيد وتعتمد على تقلبات السوق، وهو ما جعل المحللين والخبراء يصفونها بالفقاعة.
وعلى الرغم من طبيعة العملات الرقمية وعدم استنادها إلى قيمة، فإن هناك إقبال متزايد على تداولها من قبل الشباب وخاصة في المناطق الحضرية، ويرجع ذلك إلى رغبة الشباب في تحقيق مكاسب كبيرة ومعاناتهم من الأدوات المالية التقليدية التي لا توفر تدفقات نقدية يومية ملحوظة.
ولذا يفضل الشباب الانخراط في سوق العملات الرقمية وتحمل مخاطر وتكهنات العملات الرقمية بدلا من الاستثمار في الأسواق المالية التقليدية ذات نسب أمان أعلى ولكن عائدات ضئيلة.
وفي حالة تطور العملات الرقمية لتصبح وسيلة معفاة من الضرائب لإجراء المعاملات، فإنها ستصبح أسوأ وسيلة للتكهن والمضاربة وستتوقف عن كونها ضمان غير مقيد وتبدأ في أن تصبح أداة مالية ذات قيمة.