investing.com - عندما طلب من عميل سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تحديد ما يعتقد بأنه أكبر خطر للأمن القومي الأمريكي، كان الرد سريعا ومحددا: العملات الرقمية وتقنية البلوكتشين.
وبالفعل فإن شعبية البيتكوين وغيرها من العملات الرقمية ركزت الاهتمام على تقنية البلوكتشين والمخاطر المتعلقة بها والتي تشكلها على الأمن القومي الأمريكي، اكتسب هذا الخوف الاهتمام منذ عامين تقريبا عندما قام أحد أعضاء جماعة داعش بإرسال عملات من البيتكوين إلى أعضاء آخرين في الجماعة في اندونيسيا كشكل من أشكال التحايل على النظام المالي العالمي.
ومكنت مميزات العملات الرقمية الجماعات الإرهابية من إجراء معاملات مالية سريعة خارج نطاق الحكومات، مما جعل العملات الرقمية ذات جاذبية بالنسبة للإرهابيين والخارجين عن القانون.
وفي ظل الخوف المستمر من مخاطر العملات الرقمية، دعا أحد الخبراء بعدم نشر مزيدا من الذعر تجاه هذه الصناعة المالية الجديدة. وفي حديثه بجامعة ديلاوير قال مدير التحليل في مركز الدفاع عن الديمقراطيات، يايا فانوسي، إن نطاق التهديد المتعلق بالعملات الرقمية قد يكون مبالغا فيه، وأن أغلبية الأنشطة غير المشروعة تستخدم العملات الورقية بشكل أكبر لسهولة تداولها في أي مكان في العالم.
وأوضح فانوسي، الذي يشغل منصب في المجلس الاستشاري لمختبر الدولة الأول الخاص بالتكنولوجيا المالية، أن عملة البيتكوين تقدم بعض الإمكانيات الفريدة، وأنها تستخدم تقنية البلوكتشين لتسهيل إجراء المعاملات المالية بتكلفة منخفضة مقارنة بالطرق التقليدية لتحويل الأموال.
وأضاف فانوسي أن البيتكوين تتميز بكونها شكل إلكتروني لامركزي من الأموال تقوم بإجراء المعاملات من طرف إلى آخر دون الحاجة إلى وسيط، وبما أنها ليست مصدرة من قبل أي حكومة أو بنك مركزي فهي لا تخضع للنفوذ السياسي، مؤكدا أنها من أفضل العملات الرقمية في السوق وأوسعهم انتشارا.
وعلى الرغم من لامركزية العملة، ومجهولية الهوية التي تسمح بإجراء المعاملات دون معرفة هوية المستخدم أو القدرة على تتبع هذه المعاملات، يؤكد فانوسي أن مستوى الخطر الخاص بها منخفض في الوقت الحالي، وبرر فانوسي موقفه بأن الشخص عليه أن يحول البيتكوين في نهاية المطاف إلى عملات ورقية وبالتالي تتمكن هيئات إنفاذ القانون والهيئات التنظيمية من تحديد هويته.
وأكد فانوسي على ضرورة أن تتخلص الولايات المتحدة الأمريكية من خوفها من العملات الرقمية وتكتسب الخبرة التي تسمح لها بتولي زمام القيادة في هذه الصناعة، موضحا أن بعض الدول مثل روسيا وإيران بدأت بالفعل في تغيير قطاعتهم المصرفية لاستخدام العملات الرقمية من أجل التحايل على العقوبات الأمريكية.