investing.com - عندما ظهرت عملة البيتكوين الرقمية لأول مرة على الساحة في 2008 كانت لا تساوي شيئا، وبعد ثلاثة أعوام بلغت قيمتها 1000 دولار لتنحدر إلى 250 دولار بعد بضعة أشهر ثم ترتفع بشكل مذهل إلى حوالي 20.000 دولار في 2017، ثم تنخفض إلى مستويات متدنية للغاية مع حلول عام 2018.
كانت هذه التقلبات الجذرية في سعر العملة سببا في ابتعاد غالبية العالم عن العملة وسوق التشفير بأكمله، ولكن على الجانب الآخر هناك من يرون أن تقنية البلوكتشين تحمل إمكانيات هائلة على تغيير مستقبل النظام المالي العالمي.
ومن ضمن أوائل من آمنوا بتقنية التشفير، علا دودين، الموظف السابق في شركة "إرنست اند يونغ"، التي قامت بتأسيس أول شركة لتداول العملات الرقمية وللمحافظ الرقمية في الشرق الأوسط باسم "بيت اوسيس" في دبي.
تؤمن دودين بأن العملات الرقمية لا تتحدى العملات الورقية التقليدية أو استبدالهم، على الأقل في الوقت الحالي، بل تسمح هذه الأصول ببساطة بمزيد من الابتكارات وسهولة الوصول إلى الخدمات المالية بطريقة أقل تقييدا.
وأوضحت دودين أن العملات الرقمية اكتسبت جاذبيتها بسبب مبدأ اللامركزية، وتغيير الطريقة المعتادة لتداول الأموال والتي تتطلب الحصول على إذن مسبق من هيئة مركزية قبل إجراء المعاملة. ولكن حقيقة كون هذه العملات غير مقننة تشكل تحديا كبيرا لنمو الصناعة، فلا يمكن للسوق أن يصل إلى الاعتماد الرسمي دون وجود التعاون المناسب مع الجهات التشريعية.
وأكدت دودين أن سوق التشفير لا يزال في مرحلة الاستثمار، وأن العملات الرقمية أداة مضاربة للتداول أو الاستثمار على المدى القصير أو الطويل، مضيفة أنها لا تتوقع أن يحصل السوق على التبني السائد خلال العام الجاري على الأقل.
أما بالنسبة للإمارات العربية المتحدة، ترى دودين أنها تفتقر إلى المواهب الفنية اللازمة للدفع باتجاه تبني العملات الرقمية، وأن الأمر يتطلب العديد من التغييرات لتحسين وتشجيع التطور التكنولوجي في الدولة.
وأشادت دودين بالمشروع المشترك بين الإمارات والمملكة العربية السعودية لإطلاق عملة رقمية، والذي يعد بمثابة تطور إيجابي فيما يتعلق بموقف الدولة من العملات الرقمية. يجمع مشروع "ابر" ما بين سلطة النقد السعودية والبنك المركزي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وسيتم استخدامه في تسوية المعاملات المالية بين الدولتين من خلال تقنية البلوكتشين وتقنيات دفتر الأستاذ الموزعة.