investing.com - في عام 2012 تمكن الأكراد من القيام بثورة ناجحة ضد النظام السوري وحققوا حكم ذاتي لمنطقة الاتحاد الديمقراطي شمال سوريا أو ما يعرف ب"روج أفا". ومنذ ذلك الحين كانت هذه المنطقة رائدة في تطبيق نموذج سياسي جديد يدعى "الكونفدرالية الديمقراطية" يتسم بطبيعة لامركزية وعديمة الجنسية، ونظرا لاعتمادهم على اللامركزية كان من الطبيعي أن تتآزر "روج أفا" مع تقنية البلوكتشين.
وعلى الرغم من أن "روج أفا" تفتقر إلى الموارد الأساسية المتواجدة بالغرب وعنصر الأمن، إلا أنها تمتلك شيئا لا يمتلكه الغرب وهو فرصة لإقامة نظام جكم جديد باستخدام العملات الرقمية والبلوكتشين.
تتعرض "روج أفا" للكثير من الضغوط الدولية الخاصة بضرورة محاكاة هياكل الرأسمالية وتسلسلها الهرمي في الاقتصادات المحلية، ولكن قائد برنامج التطوير التكنولوجي في المنطقة، أرسلان سردم، يرغب في التغلب على هذه الضغوط وإنشاء هياكل تسمح للاقتصادات البيئية بالازدهار وهو ما يسميها ""الحداثة الديمقراطية".
وأوضح سردم أن "روج أفا" ترغب في تطبيق شكل جديد من المؤسسات ذات مستوى عالي من التكنولوجيا، يمكنها من تطوير أدوات مفيدة للمجتمع وصديقة للبيئة في الوقت نفسه، وأن هذه المؤسسات اللامركزية يمكن دعمها من خلال تقنيات لامركزية متوازية.
كما يخطط سردم لإنشاء أكاديميات للتدريب على مختلف التقنيات اللامركزية، وسيقوم المشاركين بالبحث في حلول الحوكمة الرقمية والعملات المشفرة وحلول البلوكتشين لتوزيع الموارد الطبيعية بشكل عادل، أما بالنسبة للأفراد الذين لا يمتلكون معرفة حوسبية فسيتم تدربيهم بدءا من مهارات البرمجة الأساسية.
وحتى الآن، انضم لهذا المشروع 30 شخص، بالإضافة إلى من يسمون "المهندسين الإجتماعيين" وهم القراصنة والفلاسفة الموجهين سياسيا للتركيز على إعادة تشكيل التكنولوجيا.
وأوضح أحد الأعضاء في المشروع، مطور البرامج هوزان مامو، لصحيفة "كوينديسك" أن التقنيات اللامركزية يمكن أن تساعد على حل المشاكل المتواجدة في المجتمعات المدنية، إضفاء الطابع الرسمي على عملية صنع القرار، والحفاظ على السلطة تحت المراقبة.
أما بالنسبة للعملات الرقمية، قال مامو إنها مفيدة للغاية في منطقة "روج أفا" التي لا تمتلك معاملات إلكترونية حتى الآن وتعتمد على العملات الورقية التقليدية التي تصدرها سوريا، مما يعني أن "روج أفا" لا تزال مرتبطة اقتصاديا بالنظام السوري.